رحلة عبر الزمن الماضي إلى رحاب الحاضر

كتب : عمرو البهي

“الماضي لن يعود” مقولة بسيطة تحمل بين طياتها حكمة عميقة، وكأنها صرخة مدوية تُطلقها روحنا لتحررنا من قيود الماضي وأسره. فكم منا يعيش أسيرًا لذكريات الماضي، يجرّ خلفه عبء الأحداث المؤلمة، ويُحاصر نفسه في قفص من الندم والأسى.

يُشبه الكثيرون منا رحلة الحياة ، بقطار يسير بخطى ثابتة نحو المستقبل، لكنه لا يتوقف في محطات الماضي، ولا يمنحنا فرصة للعودة ، ومع ذلك، يواجه بعضنا صعوبة بالغة في التخلّص من ذكريات الماضي، خاصةً تلك التي تحمل مشاعر سلبية مثل الحزن والألم والندم.

قد يسيطر شعور الندم على البعض، ويُؤرّقهم التفكير في ما كان يمكن أن يكون لو اتخذوا قرارات مختلفة في الماضي ، ويلتصق بعضنا بآلام الماضي، ويتخذها ذريعة للابتعاد عن الحاضر والمستقبل.

وقد يُصبح الماضي ملاذًا آمنًا من مخاوف المستقبل، مما يُعيق التقدم والازدهار ، ويمنعنا التركيز على الماضي من عيش الحاضر بِشكلٍ كامل، ويُضيّع علينا فرصًا ثمينة.

ويُؤثّر التفكير السلبي في الماضي على حالتنا النفسية، ويُسبب الحزن والاكتئاب ، قد يُصبح الماضي عبئًا ثقيلًا على كاهلنا، ويُفقدنا الأمل في المستقبل ، وأن الماضي منصّة للقفز وليس أريكة للاسترخاء يجب النظر إلى الماضي كرحلة تعلّم، ونستفيد من تجاربه لبناء مستقبل أفضل.

يجب مسامحة أنفسنا والآخرين على ما حدث في الماضي، وأن نُسامح أنفسنا على أخطائنا ، تقدير الحاضر والتركيز على اللحظات الجميلة التي نعيشها ، والنظر إلى المستقبل بتفاؤل وأمل، وأن نؤمن بقدرتنا على تحقيق أهدافنا وتقبل ما حدث في الماضي، ونُدرك أننا لا نملك القدرة على تغييره والتركيز على اللحظة الحالية، ونُعيشها بكل ما فيها من مشاعر وأحداث.

يجب أن نضع أهدافًا للمستقبل، ونعمل بِجدٍ لتحقيقها واستبدال الأفكار السلبية بأفكار إيجابية، وأن نُركز على الجانب المشرق من الحياة ، وأن نتعلم مهارات تُساعدنا على التغلب على مشاعرنا السلبية، مثل مهارات إدارة الغضب والتحكم بالمشاعر ، وبناء علاقات إيجابية مع الآخرين، ونُشاركهم مشاعرنا وأفكارنا.

والإيمان بِقدرة الله تعالى على مساعدتنا في كل أمور
الحياة يوم لنا ويوم علينا ، وأن نُدرك أنّ الحياة مليئة بالتحديات والصعوبات، وأن نُوازن بين مشاعرنا الإيجابية والسلبية ، وأن نُقدّر ما لدينا من نعم، ونُدرك أنّ هناك من هم في وضعٍ أسوأ منّا ، وأن نُحافظ على الأمل في المستقبل، ونُؤمن بقدرتنا على التغلب على أيّ صعوبات ، ونحرّر أنفسنا من قيود الماضي، ونُبحر في رحلة الحاضر والمستقبل.