غرق رضيع خلال عملية إنقاذ مهاجرين قبالة جزيرة لامبيدوزا الإيطالية
متابعة / محمد نجم الدين وهبى
ذكرت وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا) ووكالات أنباء محلية يوم الأربعاء أن رضيعا عمره خمسة أشهر غرق خلال عملية إنقاذ قبالة جزيرة لامبيدوزا بعد أن انقلب قارب كان يقل مهاجرين قادمين عبر البحر من شمال أفريقيا.
ووقعت المأساة في وقت يتزايد فيه وصول المهاجرين إلى لامبيدوزا الإيطالية التي تجد صعوبة في التعامل مع الوضع.
وأفادت أنسا بأن نحو 1850 شخصا وصلوا يوم الأربعاء، مما يرفع العدد الإجمالي للمهاجرين إلى لامبيدوزا إلى أكثر من 6700 شخص.
وذكرت أنسا أن القارب الذي كان الرضيع ضمن ركابه انقلب قبيل اعتراض خفر السواحل الإيطالي له. وأضافت أنه جرى إنقاذ جميع الركاب الآخرين ومن بينهم والدة الرضيع، وهي شابة من غينيا.
وأبحر المهاجرون من مدينة صفاقس التونسية وهى منصة انطلاق معروفة للرحلات المتجهة بحرا إلى أوروبا.
ولطالما كانت لامبيدوزا، التي تقع أقصى جنوب إيطاليا وأول ميناء يطرقه من يعبرون من شمال أفريقيا، موضع خلاف في أزمة الهجرة في أوروبا.
ويتم وضع أغلب من يبقون هناك في مركز الاستقبال بالجزيرة الذي تبلغ قدرته الاستيعابية الرسمية نحو 400 شخص.
وأظهرت أحدث بيانات وزارة الداخلية أن نحو 123860 مهاجرا عبر البحر بشكل إجمالي وصلوا إلى إيطاليا منذ بداية العام. ويبلغ الرقم تقريبا مثلي الرقم المسجل في الفترة نفسها من 2022.
وبالاتجاهات الحالية، يقترب عدد الواصلين من الذروة المسجلة في 2016 حينما وصل نحو 181500 مهاجر عبر البحر إلى إيطاليا. وفي الفترة ما بين يناير كانون الثاني وأغسطس آب في 2016، وصل نحو 115 ألف مهاجر، مقارنة بنحو 114526 مهاجرا في الفترة نفسها من 2023.
وأظهرت لقطات عُرضت يوم الثلاثاء طوابير قوارب متهالكة مكتظة بالمهاجرين تنتظر الرسو في ميناء لامبيدوزا.
وقال جيوفاني دي ليو، المدعي العام للجزيرة، إن 112 قاربا وصلت يوم الثلاثاء على متنها أكثر من خمسة آلاف مهاجر، وهو عدد يتجاوز العدد القياسي السابق البالغ 63 قاربا في يوم واحد والمسجل الشهر الماضي.
وقال رئيس بلدية جزيرة لامبيدوزا، فيليبو مانينو، لوكالة أدنكرونوس للأنباء يوم الأربعاء “جميعنا متعبون ومرهقون بدنيا ونفسيا، أصبح الوضع خارجا عن السيطرة وغير مُحتمل”.
قال فلافيو دي جياكومو المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة “ما يحدث في لامبيدوزا هو أنه لأول مرة يصبح المسار التونسي شديد الازدحام… ومن العسير إدارته مقارنة بالمسار الليبي”.
وأضاف دي جياكومو أن الرحلة الأقصر كثيرا من تونس تجتذب أعدادا أكبر ممن يحاولون العبور، وخصوصا بالقوارب الأصغر حجما، مما يجعل عمليات الإنقاذ أكثر تعقيدا.
وأسهم تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في تونس في تزايد الأعداد.
ويُنقل المهاجرون الذين يصلون إلى لامبيدوزا بانتظام إلى صقلية لتخفيف الازدحام هناك لكن مع ارتفاع عدد من يصلون إلى الجزيرة لا يكون هناك مجال لنقلهم بالسرعة الكافية.
وقالت أنسا إن من المقرر أن يغادر 750 شخصا يوم الأربعاء إلى البر الرئيسي للبلاد، بينما نُقل 900 آخرون بالفعل في وقت سابق اليوم.