سامح شكري : هناك تغير في الموقف الإسرائيلي بخصوص تشغيل معبر رفح
متابعة / محمد نجم الدين وهبى
قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إنه إذا صح موقف إسرائيل بالسماح بدخول المساعدات من مصر إلى غزة، فإنه يمثل نقطة إيجابية تسير في طريق وجود تغير في الموقف الإسرائيلية، واستعداد من جانبها لوضع قواعد والتزامات لتشغيل المعبر بشكل طبيعي، مشيرا إلى أن إدارة معبر رفح متوقفة نظرا لاستهدافه.
وأضاف شكري في لقاء خاص مع قناة الغد، إن بلاده تعمل على تسهيل عملية إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، مشددا على أنه منذ اندلاع الأزمة تتمسك مصر بضرورة الوفاء بالالتزامات الدولية والقانونية الخاصة بالقانون الدولي الإنساني، وتوفير المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني في غزة.
وشدد وزير الخارجية المصري على أنه كلما امتد الصراع تفاقمت الأوضاع الانسانية، وكذلك زادت الضغوط على الشعب الفلسطيني، مسلطا الضوء على وجود حاجة إلى توفير كميات ملائمة من المساعدات التي تلبي احتياجات سكان بغزة في ضوء التهجير من الشمال إلى الجنوب، معتبرا أن ما حدث معهم يعد أمرا منافيا للقانون الدولي.
اتصالات مصرية دولية وإقليمية
في ما يتعلق بانطباعه عن الوضع الذي تشهده غزة، أبدى وزير الخارجية المصري تعاطفه مع الأهالي. كما شدد على أنهم يعيشون دون طعام أو شراب أو مأوى أو كهرباء، معتبرا أنها مسألة بالغة الخطورة لا بد من مراعاتها. وأشار إلى أن مصر تجري اتصالات دائمة وقائمة لوضع الآليات والقواعد الخاصة التي تمكن عمل معبر رفح بشكل طبيعي.
حول مستجدات الوضع في معبر رفح، أكد وزير الخارجية المصري أن المعبر تعرض للقصف الجوي 4 مرات، كما تضررت منشآت خاصة به، وكذلك تم تدمير أجزاء من الطريق بين غزة ومعبر رفح. معلقا على تلك التطورات بأنها «أمور بحاجة إلى إصلاحات والتزام بعدم استهدافه، لحماية الفرق التي ستقوم بإصلاح المنفذ، والإطمئنان بأن هناك ممر آمن لدخول المساعدات بما يحافظ على الأرواح. وأشار شكري إلى أن الجهود تبذل وبعض التصريحات تقود لوجود أرضية للتفاهم.
مخالفة للقانون الدولي
في ما يتعلق بمدى وجود ضغوط من واشنطن لقبول بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء قال إن هذا الأمر لا يمكن أن يمارس فيه ضغوطا، نظرا لأنه مرفوض من الأساس لوجود مخالفة جسيمة للقانون الدولي الإنساني، ومن يقوم به يعرض نفسه للمساءلة القانونية باعتباره من جرائم الحرب. مضيفا «الأمر يرتبط بمبدأ صارم والتزام بمعاهدة جنيف 1949.
وأضاف «من القضايا الخطيرة تهجير ونزوح الفلسطينيين بشكل قسري في مناطق الاحتلال، وأي جهد في ذلك يمثل توسيعا للصراع، كما يؤدي إلى تداعيات خطيرة في مقدمتها تصفية القضية الفلسطينية، وينتهي بوجود شعب دون أرض، وبالتالي لا يستطيع الشعب الفلسطيني تحقيق حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة.
بحسب وزير الخارجية المصري فإن الشعب الفلسطيني سيستمر في نضاله لتحقيق حقوقه المشروعة.
جهزد مصرية
يرجع شكري تأجيل قمة عمان إلى انسحاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مشيرا إلى أن مصر تلعب دورا محوريا في تحقيق الاستقرار بالمنطقة وتبذل جهودها من خلال اتصالاتها مع كافة الأطراف سواء الإقليمية أو الدولية أو طرفي الصراع لنزع فتيل الأزمة، وحماية مصالح الشعب الفلسطيني.
ويرى شكري أن هناك توافق عربي داعم للقضية المركزية الفلسطينية، وإدانة استهداف للمدنيين الفلسطينيين، والتمسك بحل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية.
قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأربعاء، إن إسرائيل لن تسمح بدخول الإمدادات الإنسانية من جانبها على الحدود إلى غزة لكنها لن تمنع دخول المساعدات القادمة من مصر.
وذكر المكتب في بيان «بناء على طلب الرئيس الأميركي جو بايدن، لن تمنع إسرائيل دخول الإمدادات الإنسانية من مصر طالما أنها تقتصر على الغذاء والماء والدواء للسكان المدنيين في جنوب قطاع غزة».
وأضاف «إسرائيل لن تسمح بدخول أي مساعدات إنسانية من أراضيها إلى قطاع غزة بدون إعادة الرهائن».
ويمثل ذلك تحولا من الجانب الإسرائيلي، حيث كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد صرح بعدم فتح معبر رفح لإدخال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين.
قوافل مساعدات على الحدود
ووصلت قوافل المساعدات الإنسانية، صباح الثلاثاء، إلى معبر رفح الحدودي في الجانب المصري، بانتظار السماح بعبورها إلى قطاع غزة.
في قطاع غزة، قال المتحدث باسم هيئة المعابر الفلسطينية، العقيد هشام عدوان، إنه لم تصدر أية تعليمات رسمية بخصوص فتح معبر رفح لإدخال المساعدات من الجانب المصري.
وأضاف عدوان، خلال مداخلة على شاشة الغد، أن الطيران الإسرائيلي قصف الطريق الواصلة بين صالة المغادرة الفلسطينية إلى البوابة المصرية في معبر رفح.
وتابع قائلا: «إذا كانت هناك نية إسرائيلية لفتح المعبر أو بدء هدنة إنسانية لإدخال المساعدات إلى القطاع ما كانوا قصفوا معبر رفح».
وأوضح عدوان أنه في حالة الاتفاق على هدنة إنسانية وفتح ممر آمن لدخول المساعدات، فإن هناك حاجة إلى وقت لتسوية الطريق وتمهيده لإدخال المساعدات، إضافة إلى استدعاء الموظفين العاملين بالمعبر.
أما على الجانب المصري، فقد أفاد مراسلنا من أمام معبر رفح بأن العمل مستمر استعدادا للحظة إدخال المساعدات – التي مكثت منذ عدة أيام في مدينة العريش – إلى قطاع غزة.
وأشار إلى أن تلك المساعدات تحتوى على أكثر من 3 آلاف طن من المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية وغيرها، قدمتها مصر ودول أخرى مثل الإمارات وتركيا وقطر وتونس والكويت.
ونقل مراسلنا من أمام معبر رفح عن مصادر قولهم إن هناك المزيد من القوافل في طريقها قادمة من القاهرة.
يذكر أن مصدر سيادي مصري، أكد اليوم الأربعاء، إن مصر لن تسمح بإجلاء الأجانب من قطاع غزة وأن التصعيد سيقابل بتصعيد.
جاء ذلك في تصريحات، لقناة القاهرة الإخبارية، ردا على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعدم فتح معبر رفح لإدخال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين.
وقال نتنياهو للرئيس الأمريكى جو بايدن، خلال زيارته لإسرائيل: «لن نسمح لمصر بفتح معبر رفح أو إدخال أي مساعدات إلى قطاع غزة».
جلسة طارئة للبرلمان
وأعلن مجلس النواب المصري، عقد جلسة طارئة، غدا الخميس، لنظر تداعيات الأوضاع فى الأراضى الفلسطينية.
وقال المستشار أحمد مناع، أمين عام المجلس في بيان: «عملا بأحكام اللائحة الداخلية للمجلس، فقد تقرر عقد جلسة طارئة لمجلس النواب غدا الخميس الساعة الواحدة ظهرا وذلك لنظر تداعيات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية».
كما قرر مجلس الشيوخ المصري، برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، عقد جلسة طارئة للمجلس، اليوم الأربعاء، في تمام الساعة السادسة مساء، وذلك لنظر تداعيات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.
وفي السياق ذاته، قال المستشار محمود عتمان أمين عام مجلس الشيوخ إن الجلسة تأتي عملا بأحكام اللائحة الداخلية للمجلس.
ونكس مجلس النواب أعلامه من أعلى مقر المجلس، اليوم الأربعاء، حداداً على أرواح الضحايا الأبرياء لجريمة قصف المستشفى الأهلي المعمداني بقطاع غزة، وعلى جميع الشهداء من أبناء الشعب الفلسطيني.
تحذير شديد اللهجة
وحذر الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، من أن السلام في المنطقة قد يتلاشى إذا تمت تصفية القضية الفلسطينية بالأدوات العسكرية، أو أية محاولات لتهجير الفلسطينيين قسريًا من أرضهم، أو أن يأتي ذلك على حساب دول المنطقة.
وأضاف السيسي، خلال مؤتمر صحفي مع المستشار الألماني أولاف شولتس بالقاهرة، أنه ناقش سبل وقف التصعيد العسكري في غزة، ومتابعة التنسيق لتحقيق الأمن في الشرق الأوسط، محذرا من أن الوضع الراهن في غزة قد يخرج عن السيطرة.
وأوضح أن مصر ترفض تهجير الفلسطينيين إلى أراضيها لأنه ينقل فكرة المقاومة لسيناء، وهو ما قد يمهد للقيام بعمليات مقاومة من داخل مصر، ترد عليها إسرائيل، وهو ما يحول سيناء إلى جبهة جديدة للصراع، وهذا ما نرفضه، لأن مصر دولة سلام كبيرة وذات سيادة على أراضيها.
وأشار السيسي إلى أن الملايين من شعب مصر يمكن أن يخرجوا للتعبير عن رفض هذه الفكرة إذا أتيح لهم ذلك.
كما شدد الرئيس المصري على رفض فكرة تهجير الفلسطينيين من أراضيهم بشكل عام، وقال: «إذا أرادت إسرائيل أن توفر منطقة آمنة مؤقتة لسكان غزة لحين انتهاء العمليات العسكرية فقد كان بإمكانها نقل المدنيين إلى صحراء النقب داخل الحدود الإسرائيلية».
واستكمل السيسي: «تصفية القضية الفلسطينية غاية في الخطورة، وما يحدث في غزة ليس لتوجيه عمل عسكري ضد حركة حماس فقط إنما هو فكرة لتهجير الفلسطينيين إلى مصر، وهو أمر غير مقبول».
إسرائيل مسؤولة عن المجزرة
وقالت مصادر مصرية، إن إسرائيل مسؤولة عن قصف مستشفى المعمداني في غزة، وتتحمل سقوط مئات الشهداء والمصابين.
وأضافت المصادر، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أنه لم يتم رصد امتلاك التنظيمات الفلسطينية لصواريخ ذات قدرة تدميرية عالية سواء في العملية الحالية أو العمليات السابقة، والدليل أن هذه الفصائل أطلقت أكثر من 4 آلاف صاروخ حتى الآن، منذ يوم السبت السابع من أكتوبر، ولم تحدث مثل تلك الخسائر داخل الأراضي الإسرائيلية.
ولفتت المصادر إلى إشارة المتحدث الرسمي لجيش الاحتلال الإسرائيلي التي وجه فيها التحذير باستهداف عدد من المستشفيات الفلسطينية بما فيها المستشفى المعمداني، رغم أن إسرائيل تحاول نفي هذا الموضوع بعد ردود الأفعال السلبية الإقليمية والدولية عقب ضرب المستشفى المعمداني والخسائر التي وقعت، كما أن إسرائيل تستهدف بشكل واضح وصريح تهجير السكان إلى مناطق الجنوب.
مجزرة مستشفى المعمداني
وارتكبت قوات الاحتلال، مساء أمس الثلاثاء، مجزرة وحشية بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، بعدما استهدفت مستشفى الأهلي العربي المعمداني، بمدينة غزة. وأفاد مراسل «الغد» بأن قوات الاحتلال استهدفت المستشفى الذي يأوي نازحين من الحرب، مما أدى إلى وقوع مئات الضحايا.
ومن جهته، قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي، سلامة معروف إن الاحتلال ارتكب جريمة حرب جديدة بقصف ساحة مستشفى الأهلي العربي المعمداني وسط مدينة غزة، مؤكدا توافد العشرات من الشهداء والجرحى على مجمع الشفاء الطبي جراء القصف.
وأكد أن المستشفى كان يضم مئات المرضى والجرحى والنازحين من منازلهم قسريا بسبب الغارات الإسرائيلية.