منوعات

يونيو 2013 علامة فارقة … وخروج من مربع الضياع

بقلم : د/مصطفى عثمان

بداية العقد الثاني من الالفية الثالثة شهد تطلع مشروع للشعب المصري فيما أصطلح على تسميته ” عيش و حرية و عدالة اجتماعية و كرامة إنسانية ” و إذا ما تنكبت احداث يناير 2011 م الطريق لسبب أو لآخر ؛ و ذلك بقطع النظر على أتفق البعض أو اختلافهم حول طبيعة هذه الاحداث ” ثورة أو فورة أو فوضى ” أيا ما كانت التسمية ؛ لكن من وجهة نظري هي لبنة في صرح بناء كفاح الشعب المصري في الحصول على ما قام بالمناداة به ” عيش و حرية و عدالة اجتماعية و كرامة إنسانية ” .

وعلى الرغم أن ما تختزنه الذاكرة من تبعات قاسية لأحداث يناير و التي أهمها سيطرة فصيل الاخوان و التيارات الدينية المتشددة على السلطة باسم الثورة و التي لم يشارك في انطلاق أولى شرارتها هذا الفصيل ؛ سعى هذا الفصيل المسموم للسيطرة على مفاصل الدولة و ابعد كل التيارات السياسية عن المشاركة و كان شعارهم المغالبة وليس المشاركة ؛ و سبق عهدهم الذى لم يستمر الحمد لله تعالى إلا عام ميلادي كامل ؛ قبل هذا العام المشئوم كان الحكم لحكم انتقالي رخو ؛ ساهما العهدين في انهيار الاقتصاد القومي ؛ كذلك الانقسام الحاد بين طوائف و طبقات المجتمع المصري بلغ ذروته في فترة حكم الاخوان ؛ أكثر من هذه النتائج ؛ امتدت سموم هذا الفصيل المشئوم خيانة عناصر الفصيل الذى تسلل في غفلة تحت مظلة حكم الاخوان الى مؤسسات حيوية كالجيش و الشرطة و القضاء و بعض الهيئات المهمة كالجهاز المركزي للمحاسبات و غيره ؛ الاحداث و النتائج المترتبة على السنوات الثلاثة التي سبقت ثورة يونية ترسم في ذاكرتي مربع أسود اعنونه أنا شخصيا ” مربع الضياع ” .

الفترة من أحداث يناير حتى يوم 29 يونية كنت أنا شخصيا أراهن بدون أن يساورني الشك في ذلك على فطنة الشعب المصري و مؤسسات الدولة على رفضهما التام لحكم هذا الفصيل و تغيير هواية الدولة المصرية التي ستؤدى بشكل حتمي الى ضياع القطر المصري و الذى كان سيصبح رقما في قائمة الأقطار العربية التي ضاعت من قبل بسبب الخريف العربي مثل سوريا و ليبيا و اليمن أو من قبل هذا الخريف كالعراق …. لكن بفضل الله الذى وضع إدراكا وأعيا في المصريين جئت إرادة الشعب العظيم في رفضه لسياسة الاخوان في الحكم و كان بيان القوات المسلحة في 3 يوليو 2013 م هو قبلة الحياة لمصر و المصريين و كان الخطوة الأولى في مسيرة الخروج من مربع الضياع إلى مربعات أخرى أوسع و أرحب هو مربعي التخطيط و الطوارئ حسب منظومة الأولويات للرئيس الأمريكي إيزنهاور .

و كانت الخطوات اللازمة لبناء الدولة التي أوشكت على الانهيار و كانت أولى هذه الخطوات هي المواجهة الصلبة لموجات الإرهاب العاتية في الداخل و الخارج ؛ ثم تنقية الأجهزة الفاعلة للدولة من دنس و وثنية فكر الفصيل السياسي الذى يلبس عباءة الإسلام للأسف و هو أبعد ما يكون عن وسيطة و سماحة هذا الدين العظيم بمعرفة العناصر التي تسللت في غفلة من الزمن لهذه الأجهزة ؛ المعالجة الصحيحة لمشاكل الاقتصاد حتى أصبح لدينا اقتصاد يحظى بمؤشرات اقتصادية و مالية جيدة نطمئن إليها حتى في وقت الازمات ؛ ذلك فقط بعد مرور خمسة سنوات على بداية تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي .

أصبح لدينا رؤية واضحة للمستقبل ؛ مشروعات قومية متعددة في كل انحاء القطر المصري من أجل تنفيذ بنود خطة طموحة ” التنمية المستدامة – مصر 2030 ” ؛ أيضا سياسة خارجية ناجحة تضع مصر في بؤرة الاهتمام الدولي و الانتصار في كل تحدى دولي و خير دليل على ذلك عدم كسر إرادتنا في مواجهة دول كثيرة كتركيا و قطر و ليبيا و ستأتي أن شاء الله تعالى كسر إرادة اثيوبيا في مواجهة حقوقنا المشروعة في مياه النيل بالمستقبل القريب .

مبادرات في مجموعها تعمل على تخفيف الاثار الحادة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي على الفئات التي تشكو من الاثار الجانبية لهذا الإصلاح الاقتصادي الذى لابد منه للحفاظ على حقوق الأجيال القادمة … ننتظر حدوث طفرة في صرح الديمقراطية و مكافحة الفساد من أجل مصرتحيا مصر في ظل قيادة تدرك بوعى معنى الوطن .. تحيا مصر في ظل دعواتنا لكل شهيد ضحى في سبيل الحفاظ على ترب الوطن في معركة البقاء .. تحيا مصر في ظل احترامنا الكامل لمن يعمل من أجل النهوض بهذا الوطن في معركة البناء … تحيا مصر بفضل وعى المصريين لعظمة و أهمية مصر الحضارة و التاريخ و مصر المستقبل أيضا

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى