مقالات
المسؤولية هي واحدة من القيم الإنسانية الأساسية التي تُشكّل العمود الفقري لأي مجتمع متحضّر
بقلم/ عبير بخيت
تتجلّى المسؤولية في قدرتنا على اتخاذ قرارات مدروسة، وتحمل تبعات هذه القرارات، سواء كانت إيجابية أم سلبية. وتعتبر المسؤولية قيمة شخصية واجتماعية، فهي ليست مقتصرة على الفرد بل تتسع لتشمل المسؤوليات تجاه الأسرة، والمجتمع، والعمل، والوطن.
على الصعيد الشخصي، تحمل المسؤولية يعني أن يكون الفرد مدركًا لتأثير تصرفاته على نفسه وعلى الآخرين. يجب على الشخص أن يكون قادرًا على التفكير في عواقب أفعاله، واتخاذ القرارات التي تحقق الأفضل له ولمن حوله. هذا النوع من المسؤولية يعزز الثقة بالنفس ويؤدي إلى حياة أكثر توازنًا ونجاحًا.
أما على الصعيد الاجتماعي، فالمسؤولية تعني الالتزام بالقوانين والأعراف الاجتماعية، والمساهمة في رفاهية المجتمع. يتحقق ذلك من خلال أداء الواجبات المهنية، والمشاركة في الأعمال الخيرية، والاهتمام بالمشاكل التي يواجهها الآخرون. عندما يتحمل الأفراد مسؤولياتهم الاجتماعية، فإنهم يسهمون في بناء مجتمع متكامل يسوده التعاون والاحترام المتبادل.
ومن الجدير بالذكر أن المسؤولية لا تعني فقط تحمل الأعباء، بل هي أيضًا فرصة للتطور والنمو. من خلال تحمّل المسؤوليات، يتعلم الفرد مهارات جديدة، ويكتسب خبرات حياتية تعزز من قدراته على مواجهة التحديات المستقبلية.
في النهاية، يمكن القول إن المسؤولية هي القوة الدافعة التي تحفّز الأفراد على تحقيق أهدافهم الشخصية والمهنية، والمساهمة في تحقيق التقدم الاجتماعي. هي ليست عبئًا بل هي شرف وواجب يجعل الحياة أكثر معنًى وهدفًا.