العادات والتقاليد هوية مجتمعية وتحديات العولمة
بقلم/عبير بخيت
تعد العادات والتقاليد جزءاً أساسياً من الهوية الثقافية لأي مجتمع، إذ تمثل القيم والمعتقدات والأنماط الحياتية التي تتوارثها الأجيال. تختلف هذه العادات من مجتمع إلى آخر
الا أنها تظل جزءاً لا يتجزأ من تاريخ الشعوب وتراثها، وهو ما يجعلها حاضرة بقوة في الحياة اليومية والمناسبات الرسمية.
العادات هي الممارسات اليومية التي ينتهجها الأفراد في حياتهم بشكل تلقائي. فمثلاً، تعد الضيافة إحدى أهم العادات العربية التي تُعبر عن الكرم واحترام الضيف. وتختلف العادات باختلاف المجتمعات والبيئات، فقد تجد عادات متعلقة بالطعام، اللباس، أو أسلوب التحية. ومع تطور الزمن، تتغير بعض هذه العادات لكنها تظل محتفظة بجذورها التاريخية.
أما التقاليد فهي أكثر رسوخاً وثباتاً، وتبرز في المناسبات الرسمية والدينية.
وهي تشمل الاحتفالات الوطنية أو الطقوس الدينية التي توحد أفراد المجتمع تحت قيم مشتركة، مثل تقاليد الزواج، أو احتفالات الأعياد الدينية كعيد الفطر وعيد الأضحى. هذه التقاليد تمنح الأفراد شعوراً بالاستمرارية والانتماء.
في ظل العولمة والتطور التكنولوجي، تتعرض العادات والتقاليد لتغيرات كبيرة.
حيث أصبحت المجتمعات منفتحة على ثقافات متعددة، ما أدى إلى تداخل في العادات واكتساب عادات جديدة، وأحياناً إلى اندثار بعض التقاليد المحلية.
ويثير هذا التغير مخاوف من فقدان الهوية الثقافية لدى البعض.
وفي النهاية، يظل الحفاظ على العادات والتقاليد أمراً ضرورياً لتعزيز الهوية والانتماء، على الرغم من التغيرات المتسارعة في عالمنا الحديث.