خير من وطأ الأرض بقدميه
بقلم مهندس/ مظلوم الزيات
جاء فى كتاب البدايه و النهايه للأمام الحافظ عماد الدين ابى الفداء اسماعيل ابن كثير القرشي عن عَلىِ قال : بعثنى رسول الله صلى الله عليه و سلم الي اليمن فأنى لأخطب يوماً على الناس و حبرُُ من أحبار يهود واقف فى يده سفرُُ ينظر فيه فلما رأنى قال صف لنا ابا القاسم فقال عَلىِ : رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس بالقصير ولا بالطويل البائن و ليس بالجعد القطط ولا بالسبط هو رجل الشعر اسود ، ضخم الرأس مُشرب لونه حُمره عظيم الكراديس ششن الكفين و القدمين طويل المسربه و هو الشعر الذى يكون من النحر إلى السره اهدب الاشفار مقرون الحاجبين صلت الجبين بعيد بين المنكبين اذا مشي تكفى كأنما ينزل من صبب لم أرى قبله مثله ولا بعده مثله قال على ثم سكت فقال لى الحبر و ماذا ؟ قال على : هذا ما يحضرني قال الحبر : في عينيه حُمره حسن اللحيه حسن الفم تام الاذُنين يقبل جميعاً و يُدبر جميعاً فقال على هذه و الله صفته قال الحبر و شيئاأخر قال على و ما هو ؟ قال الحبر و فيه جنأ قال على هو الذى قلت لكي كأنما ينزل من صبب
قال الحبر فأنى اجد هذه الصفه فى سفر ابائى و نجده يبعث فى حرم الله و امنه و موضع بيته ثم يهاجر الى حرم يحرمه هو و يكون له حُرمه كحرمه الحرم الذى حرم الله و نجد انصاره الذين هاجر اليهم قوم من ولد عمرو ابن عامر اهل نخل و اهل الارض قبلهم يهود قال عَلى : هو هو و هو رسول الله قال الحبر فأنى اشهدُ انه نبي و انه رسول الى الناس كافه فعلى ذلك احى و عليه اموت و عليه ابعث يوم القيامه ان شاء الله فكان يأتى علياً يعلمه القرأن و يخبره بشرائع الاسلام ثم خرج عَلىِ و الحبر من هنالك حتى مات فى خلافه ابى بكر و هو مؤمن برسول الله و مصدق بيه .
( ٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَعۡرِفُونَهُۥ كَمَا يَعۡرِفُونَ أَبۡنَآءَهُمُۘ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ فَهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ ﴿٢٠﴾) الايه ٢٠ سوره الانعام
وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ۚ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89) بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَن يُنَزِّلَ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ ۚ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ (90) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَهُمْ ۗ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاءَ اللَّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (91) سوره البقره
و ختاماً
في خطبه الوداع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن [١] فرشكم أحدا تكرهونه، فإن فعلن ذلك فإن الله قد أذن لكم أن تهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضربا غير مبرح، فإن انتهين فلهن رزقهن وكسوتهم بالمعروف.
وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به، كتاب الله
أيها الناس، إنه لا نبي بعدي، ولا أمة بعدكم، ألا فاعبدوا ربكم، وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأدوا زكاة أموالكم، طيبة بها أنفسكم، وتحجون بيت ربكم، وأطيعوا ولاة أمركم، تدخلوا جنة ربكم
وأنتم تسألون عني، فما أنتم قائلون» ؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت.
فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء، وينكتها إلى الناس «اللهم اشهد» . ثلاث مرات
وكان الذي يصرخ في الناس بقول رسول الله صلّى الله عليه وسلم- وهو بعرفة- ربيعة بن أمية بن خلف
وبعد أن فرغ النبي صلّى الله عليه وسلم من إلقاء الخطبة نزل عليه قوله تعالى الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً وعندما سمعها عمر بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: إنه ليس بعد الكمال إلا النقصان