سحر الكلام
د.صالح العطوان الحيالي
على الانسان أن يحرص على الخير ، اما بالصدقة والمعروف ولو بالقليل، واما بالكلام الطيب، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: الكلمة الطيبة صدقة، فالتسبيحة صدقة ، والتحميدة صدقة،والتهليلة صدقة، وكل كلمة طيبة صدقة، فالصدقة القليلة تنفع، كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم: كل معروف صدقة. قال صلى الله عليه وسلم: أن من البيان لسحرا.رواه البخاري. تبدأ قواعد السلوك والآداب السليمة بالكلمات السحرية مثل من فضلك ، شكرا لك، على الرحب والسعة،انا اسف .فالكلمة السحرية هي إحدى خصائص نظام التحريري تشمل متغيرات ووظائف التحليل وتبديل سلوك المحرر.
الكلمة الطيبة هي مثل البلسم لنفس حزينة ومكسور وقلب مهموم ومتعب وبه الم كبير،
نعلم جميعا أن الكلمة قد تكون سلبية وقد تكون إيجابية ومقاصدها متعددة ومختلفة ..ولكني اخترت أن أتكلم عن سحر الكلمة الإيجابية التي نحن جميعا في أوكد الحاجة إلى سماعها في ظل ما نتعرض إليه من ضغوطات وتحديات كبيرة تجعلنا في حالة نفسية منخفضة أو مهزوزة فنتعطش إلى “حبل نجاة “وجسر تواصل اجتماعي جميل .
فالكلمة تمتلك قوة ساحرة واستنادا إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :”إن من البيان لسحرا.”الكلمة ليست مجرد ترتيب من الحروف بل هي أيضا إفصاح مع الذكاء وهي سلاح فتاك ذو حدين .قد تستخدمه لك أو ضدك .يمكن لكلمة أن ترتقي بإنسان ويمكنها أيضا أن تسقطه وتهويه.ولاجل هذا فاستعمالها يتطلب الحذر لأنها ببساطة تعكس شخصية الإنسان وتكون مؤشراً عميقا لمقامه و ذكائه (العاطفي والاجتماعي ) خاصة ..
” تكلم حتى أراك ” لذا يجب أن نختار كلماتنا بعناية لأن الكلمة الحسنة تجذب القلوب وتنير العقول وتشحن الهمم ..أما الكلمة السيئة تؤذي وتهدم ..
بكلمة قد تدمر نفسية شخص وبكلمة أخرى قد تجبر خاطره فترتسم الابتسامة على وجهه وتبهج قلبه ..بكلمة جميلة ،طيبة قد تبدأ صباحك في العمل فتجعل بيئتك مليئة بالفرح والسعادة والطاقة ..الكلمة حروف قليلة بسيطة لكن لها أثر أشبه بالسحر “هي الأسهل في الطريقة والأجمل في الأثر”
الكلمة هي السلاح القوي الذي يمتلكه كل منا ولكن الفرق بيننا في طريقة استعمالها :فهل ستستعمله ليمنعك أم ليضرك!!؟؟؟
لا تحتسب أن أثر الكلمة يكون على من حولك فقط !
فأنت أيضا مستفيد من ذلك الكثير بشكل كبير .فحديثك مع نفسك سواء كان إيجابيا أو سلبيا له أثر بالغ عليك .نحن نستمد طاقتنا من كل كلمة مشجعة ومحفزة نحدث بها أنفسنا قبل أن نسمعها من الآخر.الكلمة الطيبة هدية قيمة :هي هدية قيمتها المادية منعدمة لكن قيمتها المعنوية لا يضاهيها كنز من كنوز الدنيا !فالكلمة الطيبة لقيمتها مثلت بالشجرة الطيبة في قوله تعالى :”ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة مشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها .” وأمرنا المولى عز وجل في كتابه الكريم أن نقول خيرا والتي هي أحسن .
قال الله تعالى:”وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطآن ينزع بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا.”وفي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :”آتقوا النار ولو بشق تمرة فإن لم تجد فبكلمة طيبة.”” الكلمة الطيبة صدقة”..
فلنتكلم دائما بكلمات طيبة ترفع القلوب وتجلب الخير .لتكن كلماتنا سببا لابتسامة شخص عندما يتذكرها يبتسم ويعود له الفرح ويعقب ذلك بالدعاء لك .احذر أن تكون كلمتك عكس ذلك فتكون ضدك ليصبح عندما يتذكرها يحمل لك مشاعر الحقد والضغينة ولربما يدعو عليك .
وتذكر دائما أن سلامة الإنسان في حلاوة اللسان فلنقل خيرا أو لنصمت .