مقالات
السعي إلى الشهرة
د.صالح العطوان الحيالي
السعي إلى الشهرة حق كل شخص، ولكن أن يكون هذا السعي وهذه الصفة التي يسعى الولوج إليها ذات مكانة اجتماعية وسمعة طيبة، كان يبرز شخص ما في مجال الرياضة لينال الشهرة أو في مجال العمل والمهنة والعلم والطب والهندسة والتدريس والشعر وغير ذلك، لكن هناك قسم من الناس انا شخصيا أطلق عليهم اسم الشواذ يبحثوا عن عناوين الشهرة من خلال قيامهم بأعمال لا تواكب العرف الاجتماعي أو العشائري أو الديني، بل أعمال منبوذة من قبل المجتمع الغاية منها ليكون اسمه مع قائمة المشهورين، او انهم يسعون إلى تدمير والذى الناس من خلال تلفيق التهم الكيدية لهم ، روى ابن الجوزي رحمه الله حادثة وقعت أثناء الحج في زمانه:
إذ بينما الحجاج يطوفون بالكعبة ويغرفون الماء من بئر زمزم …
قام أحد الحجاح فحسر عن ثوبه
ثم بال في البئر والناس ينظرون إليه
فما كان من الحجاج إلا أن انهالوا عليه بالضرب حتى كاد يموت فخلّصه الحرس منهم وجاؤوا به إلى والي مكة المكرمة
فقال له الوالي :
قبّحك الله لِمَ فعلتَ هذا قال الأعرابي :
حتى يعرفني الناس ويقولوا : هذا فلان الذي بالَ في بئر زمزم ..
ومع شناعة هذا الفعل وغرابته إلا أن هذا الأحمق قد سطَّر اسمه في التاريخ رمزًا للسخافة والخَرَق وإلا فما الداعي لهذه الفعلة الشنيعة إلاالحرص الشديد على بلوغ الشهرة ولو بفعل السوء ..
وفي وقتنا الحاضر كثر الشواذ أمثال هذا البوّال في المجتمعات وفي منصات وسائل التواصل الإجتماعي حتى بات عددهم أكثر من عدد حُجّاج العلم والمعرفة فتجد أحدهم يسعى إلى الشهرة بقدر ما يروِّع ويخوِّف الآخرين والآخر بقدر ما يُفسد وينتهك من الأخلاق والعادات وآخر بقدر ما يلهو ويلعب ويستهزئ بالِنعَم وأخرى بقدر ما تتعرّى وتتزيّن وتتلوى وتتلوّن مشاهير الحُمق والفُلس في زماننا هذا هم وباء و شرٌّ و فتنة ذلك أن كثيرًا من أبنائنا وبناتنا وبعض الذين بلا عقول قد تأثروا بهم ويتابعون جديدهم
بل قد اتخذوا منهم قدوات هؤلاء (البوّالون) قد أفسدوا علينا الماء المبارك
والهواء المبارك
والأرض المباركة
بل أفسدوا كل ما هو جميل في حياتنا وللاسف هؤلاء الشواذ لهم مشجعيهم ومقلديهم .
أعجبني
تعليق
إرسال