اسماك النيل فى مصر القديمة
كتب حمدي الدالي
رسم المصري القديم على معابده كافة التفاصيل المتعلقة بصيد الأسماك بداية من إمساكه بالحراب وهو يغرسها في النهر الذي تعوم فيه الأسماك مرورًا برحلات الأمراء للصيد حتى رسم أدواته التي كان يصطاد بها ومن ضمنها؛ الشبكة والسنارة والعظام، كذلك شكلت الأسماك جزءًا من أساطيره، فكان يُحرم اصطياد بعض الأسماك؛ لأنها التهمت أحد أعضاء جسد “أوزوريس” الذي قدسه المصريون القدماء.
وقدعرف المصريون القدماء أكثر من 20 نوعا من الأسماك، تم توثيق 10 أنواع منهم من خلال رسومات على جدران المعابد وعمل تماثيل ومجسمات لبعضها، على رأسها سمك البلطى، البياض، قشر البياض، والرعاد والبساريا، كلب البحر، والقرموط، ومازالت بعض هذه الأسماك تحتفظ بأسمائها وشكلها وفوائدها الصحية عبر آلاف السنين، حيث عشق الفراعنة الأسماك البحرية وكان يتم وضعها على موائد الملوك، والولائم، خاصة أنواع السالمون والإنشوجا والرنجة، والصيادية بشكلها الحالى ونفس طرق الطبخ والتقديم، فضلا عن الأسماك المملحة.
فالمصرى القديم كان يصيد اغلب الاسماك من النيل أو من البرك والمستنقعات التي كان يخلفها الفيضان، مشيرا إلى أن الصيد كان يتم من خلال الشبكة ونصب الشبكة وطرحها تحت اسم رديت سخت ومن خلال سلال لها أطراف خشبية ويكون هو داخل قوارب من البردى اسمها وعح وبعد الصيد يتم تفريغ السلة تحت اسم «وخا سقت».
، حيث أن أنواع الأسماك التى ظهرت رسومها على جدران المقابر هى قشر البياض وفتيل البياض والبنى وثعبان الماء والبلطى والبورى والقرموط والشال والبسارية والشلبة واللبيس والقهقة والقنوم.، وج المصرى القديم تم توثيق تقديسه لـ10 أنواع من الأسماك، هي:
1- السمك البلطى، كانت تُسمى بـ” اينت”، وقد عثر على رسمه على أحد جدران مقبره بتاح حتب بسقارة من الأسرة الخامسة، وعلى جدران مقابر ميدوم ويمثل أحد العلامات فى الكتابة الهيروغليفية.
2- قشر البياض: وقد أطلق المصريون القدماء على هذا النوم اسم “عحا” وكانوا يقدسونه فى إسنا ومعناها بالإغريقية مدينه السمك، ويحرمون أكله فيها وقد عثر على رسومه فى المقابر وخاصة فى الفيوم.
3- البوري:- وقد أطلق عليه المصريون بالهيروغليفى “بري”، وبالقبطية “بوري”، وقد عُثر على رسمه على جدران مقابر ميدوم ووجد بكثرة فى مناظر صيد الأسماك.
4- الشال: عثر على رسومه فى كثير من المقابر وخاصة مقبرتى تى وكاجمنى بسقارة.
5- القرموط: كان يطلق عليه بالهيروغليفية اسم “نعر” ويظن أنه قدس فى اليفنتين بأسوان.
6- فتيل البياض : وكان هذا النوع يقدس فى إسنا والشلال ويحرم أكله فيها.
7- البنى: ويرى مرسومًا على أحد جدران مقبرة مروركا بسقارة من الأسرة الخامسة، وعلى آثار الملك سنوسرت الأول من الأسرة الثانية عشر.
8- ثعبان الماء: وكان هذا النوع مقدسًا فى إسنا والشلال وقد وجد مرسوما على أحد جدران مقابر سقارة من عصر الدولة القديمة مع أنواع مختلفة من الأسماك كما رسم على أحد جدران مقابر بنى حسن من عصر الدولة الوسطى.
9- الشلبة:-وكان يطلق على هذا النوع من السمك فى الهيروغليفية اسم بوت وعثر على رسمها فى مقبرة كاجمنى بسقارة.
10- الفهقة: وقد عثر على هذا النوع من السمك مرسوما ضمن أنواع مختلفة من أسماك النيل فى إحدى مقابر سقارة من عصر الدولة القديمة.
11- البساريا: يطلق عليه بالهيروغليفية اسم “يساري”، وقد عثر على كمية مجففة منه فى إحدى مقابر طيبة من العصر الروماني.
وقد برع المصريين القدماء فى حفظ الأسماك وتجفيفها واستخراج البطارخ من بعض أنواعها كما يرى ذلك فى أحد رسوم مقبرة نب كاو حر بسقارة وكان للسمك المجفف أهمية كبيرة فى تموين المصريين ويتألف منه الطعام الرئيسى للفقراء، يذكر أن المؤرخ هيرودوت قد دون أن المصريين كانوا يرسلون الأسماك بعد صيدها إلى الأسواق، ويأكلون الأنواع المفضلة عندهم طازجة مثل قشر البياض والبلطى أما الأنواع الأخرى فكانوا يتركونها فى تيار الهواء الجارى لتجف تمامًا وفى بعض الأحيان يشقون السمكة بالسكين شقًا طوليًا من الرأس إلى الذيل بحيث يفصل الجانبين عن عظمة الظهر، بينما يقوم الكثيرون بإخراج أمعاء السمكة ونزع قشورها وإزاله الرأس ونهايتها وتمليحها وتركها فى الشمس حتى تجف، كما ذكر المؤرخ أن الأسماك المملحة كانت تؤكل بكثرة.
وكان يعتبر صيد الأسماك، المتعة الرئيسية للمصريين القدماء على اختلاف طبقاتهم على مر العصور وهم لم يكتفوا بما يمدهم به نهر النيل من أسماك وفيرة وخاصة فى فصل الفيضان بل أنشأوا بركًا لتربية واستزراع الاسماك فى أراضيهم الخاصة.