مقالات
الصراعات فى المجتمع
بقلم م / مظلوم الزيات
(و أطيعوا الله ورسوله و لا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم و اصبروا إن الله مع الصابرين). سورة الأنفال الآية ٤٦
و الصراع فى العلوم الاجتماعيه يعتبر ان التعامل بين الافراد و المجموعات يتم من خلال الصراع على الموارد و القوه و النفوذ
كل افراد المجتمعات بما فى ذلك الافراد و المجموعات يسعون لتحقيق مصالحهم الخاصه و نتيجه لذلك يحدث الصراع بينهم على شكل منافسه للحصول على الموارد و القوه و النفوذ المتاحه فى المجتمع
الصراع يحدث أحياناً داخل الفرد ذاته عندما يكون الفرد تحت تأثير هدفين غير متلائمين مما يقود إلي الشعور بالحيرة
وظاهرة الصراع تنشأ نتيجة التعارض بين أطراف الصراع حول القيم الأساسية أو المصالح وهي علي معرفة كاملة بمهية هذا التناقض.
إلا أن الرغبة الإستحواذية لكل منهما هي الدافع إلي التصادم ولقد أصبح الصراع صفة أساسية من سمات النظام الدولي الناشئ علي فكرة السيادات القومية المتعددة ونظرا لعدم وجود سلطة إلزامية عليا تحكم كافة الوحدات الدولية المتنافسة والمختلفة تصبح الدولة هي المتحكمة لسلوكياتها تجاه الدول ال الأخري لكي تحافظ علي أمنها ووجودها القومي
الصراع : هو المنافسة لتصبح فيه الأطراف المتصارعة على وعي بتناقضاتها و يسعى كل طرف فيها الي تحقيق غايته على حساب الطرف الآخر.
رؤية بن خلدون للصراع :
يرى بن خلدون ان المجتمع يقوم على التنازع بين البشر بسبب تزاحمهم على حيازة حاجات الدنيا التي لا تتوفر بالمطلق
و يرى ان التنازع وجه من أوجه الصراع في المجتمع لا يمكن حسمه الي بمقتضي القوة و ينتهي الصراع حكماً بغلبة الاقوى الذي يملك القوه و هو بالتالي يضع القانون و يفرض الالتزام بأحكامه و هذا ما أطلق عليه قوانين الصراع.
و قد تم تعريف الصراع بانه عملية تتضمن بذل جهد مقصود من قبل شخص ما لطمس جهود شخص آخر باللجوء ألي شكل من العوائق ينجم عنها إحباط الشخص الآخر و تثبيطه عن تحصيل أهدافه و عن تعزيز ميوله.
و ينقسم مستويات الصراع إلى :-
المستوي الأول :
الاختلاف الطبيعي منه او المصطنع و الناجم عن التباين في العقائد او الرؤى او المصالح بين الجماعات الإنسانية و الفشل في إيجاد مساحات من الفهم و القبول و التناغم المشترك يحول الاختلاف إلى صراع بين تلك الجماعات للدفاع عن ذات و مصالح كل طرف.
المستوي الثاني : الازمة و هي مرحلة متقدمة و معقدة من الصراع بين المجموعات المختلفة يصل بها إلى حد الاقتتال او الانهيار للنظام الاجتماعي.
و هنا فالصراع هو النزاع الناتج عن الاختلاف جراء تباين الرؤى و العقائد و الأفكار و المصالح بين مجموعتين أو أكثر و جوهر حركية الصراع تتولد من الاختلاف اولا و الفشل في تسوينه او إبداع الحلول المناسبة له و إذا إنتقلنا الي المؤسسات الصناعية و كفكر إداري معاصر فإنه من البديهي ان نظام المؤسسة نظام اجتماعي يعتبر الإنسان عنصراً أساساً فيه أفراد المؤسسة تربطهم شبكه معقدة من العلاقات المتبادلة التي لا يتوقع ان يسودها مناخ دائم من الوفاق و الوئام بل لابد أن تحدث بعض التناقضات و الخلافات التي قد ترقى الي درجة الصراع.
يتعذر تجنب الخلاف في المؤسسات لان اهداف و قيم و احتياجات الجماعات و الأفراد لا تتوافق دائما
قد يكون الخلاف سمة من سمات التنظيم السليم و قد يكون الاتفاق التلقائي على كل شيء سمة غير طبيعية ومن الطبيعي ان يكون هناك خلافات في الآراء حول المهام و المشروعات و في هذه الحالة لا يجب كبت هذه الخلافات بل يجب أظهارها لان ذلك يعتبر الطريقة الوحيدة التي يمكن بها كشف نقاط الخلاف و تسويتها. و هناك ما يسمى بالخلاف الخلاق أي الآراء الجديدة او تعديل بعض الآراء حتى تنطوي على حلول عن طريق إعادة بحث وجهات النظر المختلفة إذا ما تم هذا على مبدأ التبادل الموضوعي و العقلاني للمعلومات و الآراء و يصبح الخلاف خلافاً منتجاً للإنعكاسات اذا قام على الخلافات الشخصية او اذا ما تمت معاملة الخلاف على أنه مأذق مشين يستوجب سرعة التخلص منه أكثر من اعتبره مشكلة تتطلب إيجاد مخرج لها.
و إدارة الصراع لها مدخلين :
أولاً :- اتناول التقليدي للصراع
هو تناول ينظر إلى الصراع على أنه موقف بحدين متناقضين أحدهما الربح و الآخر الخسارة و هذا ينظر للمتنافسين او المتصارعين على أن ميولهم متنافره و اهتمامتهم متغايرة بحيث لا يبقى مجال لأي حل وسط و انه لابد من فشل أحدهما على حساب نجاح الآخر.
ثانياً :- التناول الاحتمالي للصراع
يعتمد هذا التناول على المفهوم القائل بأن تشخيص الموقف و تحليله يعتبر أمرا ضروريا للعمل و الأداء و بالتالي فإن أفضل سبل التعامل مع الصراع يمكن أن تتم عبر تشخيص دقيق للموقف بهدف التعرف على أنسب احتمال للتعامل معه ضمن معطيات ظروف الموقف لذا فإنه من الأمور الهامة التي يجب اعتبارها عند التعامل مع الصراع – ضرورة البحث عن بدائل لإدارة الصراع و من ثم دراسة الموقف الأكثر مناسبة و ملاءمة لكل هذه البدائل التى يمكن أن تحقق فيها أكثر كفاية. بحيث لا تعالج فقط المشاكل الحرجة مصدر الصراع و لكن ايضا و في الوقت نفسه تحافظ على النظام و تقوية و تجعله أقدر على الاستمرار و الإبداع.
و أساسيات حل الصراع :
اقنع كل الأطراف بوجود حل، و إقناع الأطراف ان التعاون أفضل من التنافس و ان اختلاف الآراء لا يعيق تقدم العمل بناء الثقة و عدم تعمد إخفاء او تحريف اي معلومات مفيدة لحل الصراع و في النهاية تقليل التباين في القوة او المستويات بين الأطراف.