زيلينسكي يهاجم من يطالبون أوكرانيا بتقديم تنازلات لبوتين

 

 

متابعة / محمد نجم الدين وهبي

 

قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، اليوم الخميس، إن تقديم تنازلات للكرملين لوقف اجتياحه لأوكرانيا هو أمر غير مقبول بالنسبة لأوروبا.

 يأتي ذلك بعدما طالبت روسيا الدول الغربية بالدخول في مفاوضات مباشرة لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية. 

وفي أعقاب إعلان دونالد ترمب فوزه بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، كثفت أوكرانيا جهودها لزيادة الضغط على حلفائها للحصول على مزيد من الدعم في حربها ضدّ روسيا.

 وفي أكثر من مناسبة، تباهى ترمب بقدرته على إنهاء النزاع الدائر في أوكرانيا خلال ساعات، وانتقد الدعم الأميركي المقدّم إلى زيلينسكي. 

وتخشى أوكرانيا والدول الغربية أن تؤدي أيّ تسوية إلى تشديد عزم الرئيس الروسي وتوسيع نطاق العدوان. 

وجّه زيلينسكي خلال اجتماع لقادة الاتحاد الأوروبي في بودابست نقداً لاذعاً لمن يضغطون عليه للرضوخ لبعض شروط بوتين القاسية، وقال، بحسب وكالة فرانس برس: «دار الكثير من الكلام حول الحاجة إلى التنازل لبوتين والتراجع والقيام ببعض المساومات. لكن ذلك غير مقبول بالنسبة إلى أوكرانيا وغير مقبول بالنسبة إلى أوروبا». 

كما هاجم زيلينسكي بعض القادة الأوروبيين الذين لم يسمّهم لدفعهم أوكرانيا بشدّة إلى إجراء مساومات. 

وصرّح زيلينسكي: «نحن بحاجة إلى عدد كافٍ من الأسلحة وليس إلى دعم نظري بالأقوال. معانقة بوتين لن تجدي. فالبعض منكم يعانقه منذ 20 عاماً، بينما الوضع ما انفكّ يتفاقم».

 

الغرب أمام خيارين 

وفي وقت سابق الخميس، طالبت روسيا حلفاء كييف بالدخول في مفاوضات مع موسكو إذا أرادوا وقف الهجمات على الأوكرانيين. 

وقال رئيس مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو إن الغرب يجب أن يتفاوض مع موسكو بشأن أوكرانيا لتجنّب تدمير الشعب الأوكراني. 

وصرّح خلال اجتماع لمسؤولين أمنيين من دول مجاورة لروسيا: «الآن، بما أن الوضع في ساحة المعارك ليس مواتياً لنظام كييف، أصبح لدى الغرب خياران: مواصلة تمويله (أوكرانيا) وتدمير الشعب الأوكراني أو الاعتراف بالواقع الراهن وبدء التفاوض». 

جاءت تصريحاته في اجتماع لتحالف عسكري من الدول السوفياتية السابقة. 

واعتبر شويغو، الذي شغل سابقاً منصب وزير الدفاع، أن الغرب يفقد زعامته الاقتصادية والسياسية والأخلاقية، وأن الآمال الغربية في هزيمة روسيا «فشلت». 

هذه التعليقات هي الأولى لمسؤول روسي منذ إعلان دونالد ترمب فوزه بالانتخابات الرئاسية الأميركية. 

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد صرّح سابقاً أنه لولا المساعدة الأميركية، لخسر بلده الحرب.

 

الوضع في شرق أوكرانيا 

وتواجه القوات الأوكرانية، التي يفوقها العدوّ عدداً وعتاداً، مأزقاً في منطقة دونباس الشرقية، حيث تتقدّم القوّات الروسية ببطء منذ أشهر. 

وأعلنت روسيا أن قوّاتها سيطرت على قرية كريمينا بالكا التي كان عدد سكانها قبل الحرب أقل من 50 شخصاً وتقع في منطقة دونيتسك الصناعية، حيث تم تدمير الدفاعات الأوكرانية مراراً. 

وتشهد أوكرانيا، حيث يُتوقع أن يكون الشتاء قاسياً، وابلاً من القصف الجوّي ليلاً في أنحاء مختلفة من البلاد، بما في ذلك العاصمة كييف.

 

106 مسيّرات 

أفادت تقارير إعلامية أوكرانية بأن سلطات منطقة دونيتسك تستعدّ للإعلان عن الإخلاء الإلزامي لسبع بلدات إضافية في المنطقة التي أعلنها الكرملين جزءاً من روسيا في 2022. 

قُتل شخصان في قصف طال المنطقة الخميس، وفقاً للحاكم المحلي. 

وألحقت الهجمات بالطائرات المسيّرة، التي أطلقتها روسيا ليلاً، أضراراً بمبانٍ في مدينة أوديسا الجنوبية المطلة على البحر الأسود، حيث أفاد مراسلون لوكالة فرانس برس بأن سكاناً كانوا يتفقّدون المركبات والمنازل المدمّرة في ساعات الفجر الأولى. 

وفي جنوب أوكرانيا، استهدفت ضربات «مكثّفة» مستشفى في زابوريجيا، بحسب الحاكم الإقليمي للمنطقة. 

أسفرت هذه الهجمات عن مقتل 4 أشخاص وإصابة 18 آخرين، وفقاً لبيان خدمة الإسعاف على مواقع التواصل الاجتماعي. 

وأعلنت الإدارة العسكرية أنها أسقطت 74 طائرة مسيّرة روسية في 11 منطقة مختلفة من أصل 106 طائرات مسيّرة أطلقت باتّجاه أوكرانيا.

 

قوات من كوريا الشمالية 

وفي وقت سابق، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حلفاء بلاده بالتوقف عن «المشاهدة» واتخاذ إجراءات للتعامل مع وجود قوات من كوريا الشمالية في روسيا قبل أن تبدأ هذه القوات في مواجهة بلاده في القتال. 

وقال زيلينسكي في مقطع مصور نُشر على تليغرام إن كوريا الشمالية أحرزت تقدما في قدرتها العسكرية ونشر الصواريخ وإنتاج الأسلحة و«الآن ستكتسب خبرة الحرب الحديثة بكل أسف». 

وأضاف: «أول دفعة تضم آلاف الجنود من كوريا الشمالية باتت بالقرب من الحدود الأوكرانية، سيضطر الأوكرانيون للدفاع عن أنفسهم ضدهم، وسيكتفي العالم مرة أخرى بالمشاهدة».