أخبار عالمية

مشاهد مروعة بعد أعنف هجوم إسرائيلي على وسط بيروت

 

 

متابعة / محمد نجم الدين وهبي

 

مأساة إنسانية، تلك التي خلفها العدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان، حيث تستهدف طائرات الاحتلال منازل المواطنين بزعم أنها أماكن تابعة لحزب الله. 

فبينما كانت تتجول بين الأنقاض المتناثرة في المنطقة التي تعيش بها في وسط بيروت، وقفت ليلى عميراد تراقب الجرافات وهي تنبش أطلال مبنى سوته غارة إسرائيلية بالأرض قبل يومين، وكانت تأمل في العثور على جثث أصدقائها الراحلين. 

واستهدفت غارة إسرائيلية كبيرة منطقة البسطا الفوقا المكتظة بالسكان في العاصمة اللبنانية قبل فجر السبت، مما أدى إلى مقتل 29 شخصا على الأقل بينهم أطفال، وهو ما يجعلها أشد الغارات دموية على المدينة منذ العام الماضي. 

وبعد مرور أكثر من 48 ساعة على الغارة، لا تزال عناصر الدفاع المدني تنبش وسط أنقاض المبنى الذي كان مكونا من 8 طوابق.

 

عاشت ليلى التي تعمل في مجال الخياطة بالمنطقة طيلة حياتها تقريبا، وكانت الدموع تملأ عينيها، وهي تذكر أسماء 9 شهداء من أصدقائها وجيرانها وعملائها، وكان بعضهم يستضيفون أقارب نزحوا بسبب القصف الإسرائيلي في جنوب لبنان. 

وقال ليلى لرويترز: «جاءوا إلى هنا بحثا عن الأمان لأن هذا الحي آمن، كنت أتجول وحدي في منتصف الليل لأنه لا توجد أسلحة ولا مقاتلون ولا أي شيء هنا». 

وأضافت: «قُتلوا وهم نائمون في بيتهم، بدون سابق إنذار، الأبرياء هم الذين يموتون بسبب هذا». 

وقالت ليلى ساخرة إن العيش في الضاحية الجنوبية لبيروت، التي كانت في السابق منطقة مكتظة بالسكان ومعقلا لحزب الله، أصبح أكثر أمانا من العيش في البسطا الفوقا. 

وأضافت: «على الأقل إسرائيل تصدر تحذيرات هناك». 

وقال مصدر أمني لبناني إن التقييمات الأولية أظهرت أن الهجوم الذي وقع يوم السبت على البسطا الفوقا استُخدمت فيه قنبلة خارقة للتحصينات. 

وقالت ليلى وشريف عيتاني، وهو ساكن آخر، إن المبنى لم يكن يحتوي على أي مخبأ.

 

 

 

وفي العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول، قُصف مبنيان آخران دون سابق إنذار أيضا. 

وأسفرت غارتان منفصلتان في اليوم ذاته على وسط بيروت عن استشهاد 22 شخصا على الأقل، مما جعلها أكثر الغارات إزهاقا للأرواح قبل الهجوم على البسطا الفوقا. 

وفي ظهر اليوم الإثنين، شق أحد عمال الإنقاذ طريقه بين الجرافات إلى أسفل تل من الأنقاض، وجلس على كرسي بلاستيكي لإشعال سيجارة مستبعدا العثور على أي شخص آخر على قيد الحياة. 

وقال رجال إنقاذ إن الهجوم هو الأكثر دموية منذ بدء الغارات الإسرائيلية على لبنان قبل أكثر من عام، والتي تصاعدت بشكل حاد منذ سبتمبر/ أيلول. 

وأكد رئيس وحدة الإنقاذ في موقع الهجوم، حسن ياسين لرويترز أن أفراد الإنقاذ عثروا على رأس بلا جثة يوم السبت. 

وأضاف أحد المنقذين ويدعى جعفر ويبلغ من العمر 18 عاما: «أخرجنا ساقا من هنا ويدا من هنا، وانتشلنا جثث 3 أطفال أمس. وعثرنا أيضا على زوجين مسنين لقيا حتفهما، وكلاهما على كرسي متحرك.. هذا المشهد هو الأسوأ على الإطلاق».

 

عدوان إسرائيلي متواصل 

ويواصل جيش الاحتلال غاراته المكثفة على عدد من المدن والبلدات اللبنانية، بالرغم من وجود بوادر توافق بين لبنان وإسرائيل، حول شروط اتفاق لوقف إطلاق النار. 

وأفاد الاعلام بأن غارة إسرائيلية استهدفت بلدة الخيام، جنوبي لبنان. 

وأضاف ايضا أن مسيرة إسرائيلية أغارت على الشويفات في قضاء عالية، دون سابق إنذار، مشير إلى أن من المرجح أن يكون هناك شهداء وجرحى جراء هذه الغارة، خصوصًا وأن هذه المنطقة لا يتم استهدافها كثيرا.

 

3768 شهيدا و15699 جريحا

 وكشفت وزارة الصحة اللبنانية، في أحدث إحصاء لها، اليوم الإثنين، عن ارتفاع أعداد الضحايا منذ بدء العدوان. 

وقالت وزارة الصحة اللبنانية، في بيان، إن غارات العدو الإسرائيلي ليوم أمس الأحد أسفرت عن 14 شهيدا و73 جريحا. 

وأضافت أن الحصيلة الإجمالية لعدد الشهداء والجرحى منذ بدء العدوان حتى يوم أمس بلغت 3768 شهيدا و15699 جريحا.

 

بوادر اتفاق بين لبنان وإسرائيل 

يأتي ذلك بالرغم من وجود بوادر توافق بين لبنان وإسرائيل، حول شروط اتفاق لوقف إطلاق النار. 

ونقلت القناة 14 الإسرائيلية عن مصدر أمني أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير جيشه يسرائيل كاتس، صادقا مبدئيا على اتفاق لوقف إطلاق النار. 

وكشفت القناة 12 الإسرائيلية في ما نقلته عن مصادر سياسية أنه تم التوصل للصيغة النهائية للاتفاق مع لبنان. 

وأضافت أنه سيتم الإعلان عن الاتفاق خلال الساعات المقبلة. 

فيما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو سيعقد مشاورات أمنية مصغرة، غدا الثلاثاء، لاتخاذ قرار نهائي بشأن اتفاق التهدئة مع حزب ال

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى