امح الخطأ لتستمر الاخوة ولا تمح الاخوة من اجل الخطأ
كتب – د.صالح العطوان الحيالي
في السابق وقبل أن تنشأ المدارس كانت مجالس الرجال الكبار ومضايف الشيوخ عبارة عن مدارس يتلقى فيها الكبار والصغار الحاضرون الدروس المجانية ولذلك كان يقال عنها المجالس مدارس ، فمجالس القبيلة والعشيرة يجلس فيها كبار السن الذين صلتهم تجارب الحياة ومعتركها بحيث أن كلمة تصدر منهم عبارة عن حكمة ، وكانوا يعمرون ، كذلك كانت المجالس الدينية لتعليم الصغار قراءة القرآن. كنا ذات يوم جالسين في أحد المجالس وسمعت من أحد كبار السن يروي قصة على شكل حوار .
قال احمد : بكم بعت صاحبك ؟
فرد عليه محمود: بعته ب١٠٠ زلة..
فقال الأول : ( أرخصته) أي بعته بثمن زهيد !
تأملت هذه القصة كثيراً ..
فذهلت من ذلك الصديق الذي غفر لصديقه تسعة وتسعون زلة، ثم بعد زلته ال ١٠٠ تخلى عن صداقته !.
وعجبت أكثر من الشخص الآخر الذي لامه على بيع صاحبه ب ١٠٠ زلة وكأنه يقول تحمل أكثر !.
ال ١٠٠ زلة ليس ثمناً مناسباً لصاحبك .. لقد أرخصت قيمته ..
ترى كم يساوي صاحبي أو صاحبك من الزلات ؟.
بل كم يساوي إذا كان قريباً أو صهراً أو أخاً أو زوجاً أو زوجة ؟.
بكم زلة قد يبيع أحدنا أمه أو أباه…؟ بِكم ؟
إن من يتامل واقعنا اليوم ويعرف القليل من أحوال الناس في المجتمع والقطيعة التي دبت في أوساط الناس .. سيجد من باع صاحبه أو قريبه أو حتى أحد والديه بزلة واحدة ..
بل هناك من باع كل ذلك بلاذنب سوى أنه أطاع نماماً كذاباً !.
ترى هل سنراجع مبيعاتنا الماضية من الأصدقاء والأقارب والأهل وننظر بكم بعناها ؟
ثم نعلم أننا بخسناهم أثمانهم .. وبعنا الثمين بلا ثمن ..
ترى هل سنرفع سقف أسعار من لازالوا قريبين منا؟
إن القيمة الحقيقية لأي شخص تربطك به علاقة لن تشعر بها إلا في حالة فقدانك له بالموت .
فلا تبع علاقاتك بأي عدد من الزلات مهما كثرت ..
وتذكر قوله تعالى
﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾.
لا جدوى من قبلة إعتذار على جبين ميت غادر الحياة.
استلطفوا بعضكم البعض وأنتم أحياء
امحِ الخطأ لتستمر الأخوة.
ولا تمح الأخوة من أجل الخطأ ..
اللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا. اللهم أمين .