( حماها جوزها )
الدكتور / حسام القاضي
تدخلات المحيط الأسري هلاكا متحققا يعاني منه ملايين البشر، فبسببه تسحق ذوات الأشخاص، وتغلب النرجسية لدى العديد من الآباء والأمهات، وتضعف شخصيات الأزواج بلا داع أو مبرر، والحل يكمن في استحضار الإرادة، في قول لا، في المحافظة على كرامة شركاء الحياة.
( اضطراب ما بعد الصدمه ) هو أحد مفاهيم الارشاد النفسي الذي يعكس حالة الصراع الذهني والتشتت العقلي والهيام الوجداني الذي يعيشه الشخص بعد العاصفة التي تسببت له بالصدمة، وتتسلسل ع لامات اضطراب ما بعد الصدمة : -الإنكار والذهول من عدم توقع الحدث.
– الغضب الذي يعبر عن الرفض المطلق لما حدث.
– ثم تبدأ المناقشة للحدث وطرح أسباب رفضه وعدم قبوله.
– ثم يصاب الشخص بالاكتئاب والكآبة ويشعر بالحزن الداخلي والجرح النفسي لعدم توقعه مثل هذا الحدث.
– وأخيرا ( وهنا تقع المصيبة ) مرتبة التكيف، فإذا كانت المصيبة قدرا أو مرضا أو ابتلاءا كان التكيف محمودا، وإن كانت في أمور مذمومة كان التكيف معها دلالة على ضعف الشخصية وقلة الحيلة وانعدام الإرادة وشح الخيارات.
فالتشاركية في الزوجة من قبل سلفها وحماها وحماتها وبنات حماها ( أمر مرفوض )، واذا اكتملت فرحة الزوجة بضعف شخصية الزوج واستسلامه لاسترضاء الخواطر، فإن العوض من سلامته أمر ضروري، ولا بد من اتخاذ القرار مهما كانت الصعاب، فأن تعيش الزوجة في شراكة مع أسرة يتجاذبونها كما العلكة تتطاير بين الطواحين والأضراس ( أمر مرفوض )، ولو تكاثرت الغيوم المتلبدة عليها مثل تحجر عقول أسرتها في إيجاد الحلول لها ووضع النقاط على الحروف في أمر زواجها، فالطلاق عليها محرم، والراية البيضاء التي ينصبها زوجها لأهله هي دلالة على ضعف شخصيته وقلة حيلته، وهي راية ( متسخة وقذرة ) ساهمت في استذلال زوجته واستباحة كرامتها !!.
المنطق يرفض أن يصبح الحما زوجا يتدخل في كل صغيرة وكبيرة، تعلو الصلافة وجهه كانه Super man ، ولو كان أصلا man لعرف كيف يربي ولده الضعيف على تحمل المسؤولية، لصقل ولده المسكون والمرعوب على معنى الاستقلالية، لربي ولده الجبان على انصاف بنات الناس لا ظلمهن !!.
ولا يحسبن أحد هؤلاء الحموات رعاديد بل هم أقزام أمام نسائهم، يسقطون ضعفهم وخورهم على بنات الناس الضعيفات ( ولا عتب عليهم )، العتب كل العتب على أشباه الأزواج الذين يأخذون مصروفهم من آبائهم، يتبكبكون أمام زوجاتهم يستجدونهم صبرا في غير محله.
(لهؤلاء تفل الأفواه ) فآباء الأزواج وأمهاتهم وإخوانهم وأخواتهم و و و، كلهم خارج الباب إلا إذا كانو ضيوفا محترمين فيحترمون، ولا يعني أن يسكن الزوج عند والديه أو أنه وحيدهم أو أو ، أن تصبح الزوجة شراكة بينهم، تحتمل الأذى والنق والعق والسباب والتدخل فيما داخل الباب، ولئن صبرت الزوجات على ظروف مستحكمة فذلك دلالة على أصالتهن لا غير، ولو تمثل المسلمون بوصية الهدى ” كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته “، لما عجت وعصفت خلافات الناس هنا وهناك .
( الإنكار، الغضب، التفاوض، الاكتئاب، التكيف ) أعراض الصدمة الخمسة، الثلاث الأولى منها مقبوله، أما الإكتئاب والتكيف فهي لغة البلهاء، يستعبدون أنفسهم على أمل التغيير، ولطالما انتظر العرب التغيير لكنه ( الذهب المفقود ) بالنسبة لهم، وأنى له أن يعود !!.