مقالات

“المستريح الإلكتروني”.. فخاخ الاحتيال في عالم الإنترنت وكيفية النجاة منها

بقلم / كريمة الرفاعي

 

تعتبر الجرائم الإلكترونية من أبرز التحديات التي تواجه الأفراد والمجتمعات في العصر الرقمي، ومن أبرز أشكال هذه الجرائم هو “المستريح الإلكتروني”، يعد هذا المصطلح من الظواهر الحديثة التي تستغل الإنترنت لارتكاب عمليات احتيال تستهدف الأفراد والمؤسسات على حد سواء، و يعتمد المحتالون في هذه الأنشطة على تقنيات متطورة لتضليل ضحاياهم، مما يجعلهم عرضة لخسارة الأموال والبيانات الشخصية، وعلى الرغم من تحسن وسائل الأمان على الإنترنت، إلا أن المستريح الإلكتروني لا يزال يشكل تهديدًا متزايدًا، و في هذا المقال، سنتناول فخاخ المستريح الإلكتروني، أنواعه، أساليبه، وأهم طرق النجاة منها.

 

1- تعريف المستريح الإلكتروني:

المستريح الإلكتروني هو شخص أو مجموعة من الأشخاص الذين يستخدمون تقنيات الإنترنت والوسائل الرقمية لارتكاب عمليات احتيال بهدف الاستيلاء على أموال أو معلومات شخصية، ويشمل ذلك إرسال رسائل إلكترونية مزيفة، أو إنشاء مواقع وهمية، أو استخدام منصات التواصل الاجتماعي لخداع الضحايا وجعلهم يظنون أنهم يتعاملون مع جهة موثوقة، مع تقدم التكنولوجيا، أصبح من الصعب التمييز بين المواقع والخدمات القانونية وتلك التي تهدف إلى الاحتيال.

 

2- أنواع المستريح الإلكتروني:

تتعدد أشكال المستريح الإلكتروني واستخداماته، ويمكن تصنيفها إلى عدة أنواع رئيسية:

– الاحتيال عبر البريد الإلكتروني (Phishing) يعد هذا النوع من أشهر أنواع الاحتيال الإلكتروني، ويقوم المحتالون بإرسال رسائل بريد إلكتروني تدعي أنها من مؤسسات موثوقة مثل البنوك أو الشركات الكبرى، و هذه الرسائل تحتوي عادةً على روابط تؤدي إلى مواقع مزيفة تطلب من الضحايا إدخال بياناتهم الشخصية أو المالية، وعند إدخال البيانات، يحصل المحتال على هذه المعلومات لاستخدامها في أغراض غير قانونية.

– الاحتيال عبر وسائل التواصل الاجتماعي (Social Media Scams) مع الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي، أصبح المحتالون يستغلون هذه المنصات لإقناع المستخدمين بعروض وهمية أو استثمارات مزعومة، وقد يظهر المحتال على أنه شخصية مشهورة أو موثوقة، ويعرض على الضحايا فرصة لربح الأموال أو شراء منتجات بأسعار منخفضة للغاية، ليطلب منهم في النهاية تحويل أموال أو تقديم بيانات خاصة.

– الاحتيال عبر مواقع التسوق الإلكترونية (Online Shopping Scams) يُنشئ المحتالون مواقع ويب مزيفة تشبه المواقع التجارية الشهيرة. عند محاولة الشراء من هذه المواقع، يتم طلب معلومات الدفع من الضحية، ولكن بعد إتمام العملية، لا يتم شحن المنتج أو قد يتم شحن منتج غير مطابق.

– الاحتيال عبر التطبيقات المزعجة (Malicious Apps) يقوم بعض المحتالين بتطوير تطبيقات تبدو قانونية أو مفيدة، لكنها تهدف إلى جمع معلومات شخصية من المستخدمين، مثل كلمات السر أو بيانات الحسابات البنكية، وقد يحتوي التطبيق أيضًا على برامج ضارة تضر بجهاز المستخدم.

– الاحتيال عبر المكالمات الهاتفية (Vishing) : هذا النوع من الاحتيال يشمل الاتصال بالضحية عبر الهاتف من شخص يدعي أنه يمثل مؤسسة موثوقة مثل البنك أو الحكومة، ويطلب المحتال من الضحية تقديم معلومات حساسة مثل كلمات السر أو أرقام الحسابات المصرفية.

 

3- أساليب المستريح الإلكتروني في جذب الضحايا :

يستخدم المستريح الإلكتروني العديد من الأساليب النفسية والتقنية للتأثير على الضحايا وجعلهم يثقون في عملية الاحتيال، ومن أبرز هذه الأساليب:

– التلاعب النفسي (Psychological Manipulation) يعتمد المحتالون على استغلال الثقة الطبيعية التي يضعها الأفراد في المؤسسات المعروفة مثل البنوك أو شركات التجارة الإلكترونية، كما يخلقون شعورًا بالعجلة أو الخوف لجعل الضحية تتخذ قرارًا سريعًا دون التفكير العميق، مثل إرسال أموال لتجنب خطر مزعوم أو اغتنام فرصة مغرية.

– الاحترافية في التنفيذ (Professionalism) تتميز رسائل البريد الإلكتروني والمواقع المزيفة بمظهر احترافي يشبه إلى حد كبير المواقع الحقيقية، مما يصعب التمييز بينها، وهذه الاحترافية في التنفيذ تجعل الضحايا يظنون أنهم يتعاملون مع جهة قانونية.

– إغراءات مالية مغرية (Financial Lures) يروج المستريح الإلكتروني لفرص استثمارية وهمية أو يقدم منتجات بأسعار خيالية، مما يجعل الضحية تصدق العرض وتعتقد أنها ستكسب بشكل كبير دون أن تكون هناك أي مخاطر.

 

4- تأثير المستريح الإلكتروني على الأفراد والمجتمعات :

يمكن أن يسبب المستريح الإلكتروني أضرارًا جسيمة سواء على المستوى الفردي أو المجتمعي،وعلى المستوى الشخصي، يمكن أن يتعرض الأفراد لخسارة مالية كبيرة، بالإضافة إلى تعرض بياناتهم الشخصية للسرقة، مما يعرضهم لخطر سرقة الهوية أو الاستخدام غير القانوني لمعلوماتهم، وعلى المستوى المجتمعي، يمكن أن يؤدي انتشار هذه الأنشطة إلى فقدان الثقة في الخدمات الرقمية مثل التجارة الإلكترونية والخدمات المصرفية عبر الإنترنت.

 

5- طرق النجاة من فخاخ المستريح الإلكتروني :

للحد من المخاطر المترتبة على المستريح الإلكتروني، يجب على الأفراد اتخاذ عدة خطوات وقائية:

– التوعية والتثقيف الرقمي: يجب على الأفراد التعرف على أساليب الاحتيال الإلكتروني وكيفية التعرف عليها. يمكن أن تساعد الندوات، ورش العمل، والدورات التدريبية في زيادة الوعي لدى الأفراد حول كيفية التصرف عند مواجهة فخاخ الاحتيال.

– استخدام برامج الأمان: تثبيت برامج مكافحة الفيروسات والجدران النارية على الأجهزة يمكن أن يساعد في الكشف عن الأنشطة المشبوهة قبل وقوع الضرر. كما يجب على الأفراد التأكد من أن أجهزتهم محدثة دائمًا.

– التحقق من صحة الرسائل والمواقع: يجب على الأفراد أن يكونوا حذرين عند تلقي رسائل بريد إلكتروني من مصادر غير معروفة أو عند زيارة مواقع ويب جديدة، ومن الأفضل التحقق من الروابط والتأكد من أنها تخص الجهات الرسمية.

– تفعيل التوثيق الثنائي: من الضروري تفعيل خاصية التوثيق الثنائي في الحسابات البنكية، حسابات البريد الإلكتروني، والخدمات الأخرى التي تحتوي على معلومات حساسة، وهذه الخاصية تضيف طبقة أمان إضافية.

– التواصل مع الجهات الرسمية: في حالة الشك في وجود محاولة احتيال، يجب التواصل مع الجهة التي تدعي الرسالة أنها منها للتحقق من مصداقية الطلب.

وفي النهاية يعد المستريح الإلكتروني من التهديدات المتزايدة في العصر الرقمي، ويستغل المحتالون فيه التقدم التكنولوجي لارتكاب عمليات احتيال معقدة، ومع تطور أساليب الاحتيال، تصبح أهمية التوعية واليقظة أكبر من أي وقت مضى، ومن خلال فهم هذه الأنماط من الاحتيال واتخاذ التدابير الوقائية، يمكن للأفراد حماية أنفسهم من الوقوع في فخاخ المستريح الإلكتروني والحفاظ على أمانهم الرقمي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى