عربية

مجلس الأمن يناقش الاعتداءات الإسرائيلية على مستشفيات غزة

 

متابعة / محمد نجم الدين وهبي

 

عقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الجمعة، جلسة بشأن الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على المستشفيات في قطاع غزة، وذلك عقب استهداف مستشفى كمال عدوان والاعتداء على الطواقم الطبية واعتقال مدير المستشفى الدكتور حسام أبو صفية واقتياده إلى مكان غير معلوم. 

وكثّف الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، هجماته على مستشفيات شمال قطاع غزة، في تصعيد جديد للأعمال العسكرية، مطالبًا بإخلاء المستشفى الإندونيسي وسط قصف عنيف على المناطق المحيطة. 

وقالت وسائل الاعلام  إن الجيش الإسرائيلي طالب الموجودين في المستشفى الإندونيسي شمالي قطاع غزة بالمغادرة.

  

المفوض الأممي لحقوق الإنسان 

أكد فولكر تورك، المفوض الأممي لحقوق الإنسان، أن أساليب الحرب الإسرائيلية أودت بحياة الآلاف من المدنيين في قطاع غزة. وأشار إلى أن العمليات الإسرائيلية في شمال قطاع غزة تعرض كل المدنيين هناك للخطر، مع تزايد الطلب على الخدمات الإنسانية في المنطقة. 

كما أشار إلى أن استهداف المستشفيات في قطاع غزة تسبب في العديد من الوفيات بين المدنيين، مشددًا على ضرورة الامتناع عن استهداف الطواقم والمنشآت الطبية في القطاع امتثالًا للقانون الدولي.

وأضاف تورك أن إسرائيل ادعت في كثير من الحالات استخدام حماس للمستشفيات في غزة، إلا أن المزاعم الإسرائيلية بهذا الشأن غير واضحة وتتناقض مع معلومات الأمم المتحدة. 

وحث المفوض الأممي على حماية المدنيين في قطاع غزة كأولوية قصوى، مع ضمان المساءلة بشأن الجرائم المرتكبة هناك.

 

منظمة الصحة العالمية 

من جانبه، قال ريتشارد بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية، إن 7% من أهالي قطاع غزة تعرضوا للقتل أو الإصابة منذ بدء الحرب. 

وأشار إلى أن المستشفيات في قطاع غزة أصبحت ساحات للمعارك، مؤكدًا أن مستشفيات القطاع لا تستطيع توفير قدر كافٍ من الرعاية الطبية، موضحًا أن هناك قيودًا كبيرة على إدخال المساعدات إلى القطاع. 

وأوضح بيبركورن أن الهجمات ضد المستشفيات في غزة مستمرة، كما أن العمل توقف في مستشفى كمال عدوان بعد تعرضه لهجمات. وأضاف: «نشعر بقلق بشأن حالة مدير مستشفى كمال عدوان بعد اعتقاله». 

وأشار إلى أن مستشفى العودة هو الوحيد الذي يقدم خدمات طبية حاليًا في شمال غزة، مشيدًا بقدرة القطاع الصحي في غزة على الصمود، وداعيًا إلى ضمان دعم المستشفيات في شمال القطاع.

 

مندوب الجزائر 

أكد عمار بن جامع، مندوب الجزائر بمجلس الأمن الدولي، أن إسرائيل تطبق خطة ممنهجة للتطهير العرقي في قطاع غزة، وأن العدوان الإسرائيلي يستهدف إخراج الفلسطينيين من أراضيهم. 

وقال بن جامع إن إسرائيل تتبع سياسة تدمير ممنهج للمرافق والخدمات في قطاع غزة. 

وأوضح أن قوات الاحتلال اقتحمت مستشفى كمال عدوان واستهدفته بالقناصة لترويع المدنيين، كما أضرمت النيران في أقسام كاملة بالمستشفى.

 

غارات عنيفة على المستشفيات 

وشن طيران الاحتلال غارة عنيفة في محيط مستشفى كمال عدوان شمالي القطاع. 

وقال محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني بغزة للغد، إن جيش الاحتلال لا يزال يحاصر المستشفى الإندونيسي بشمال القطاع. 

وأضاف قائلا «المستشفى الإندونيسي أصبح مجرد جدران نتيجة عمليات الاحتلال». 

وتابع بصل، قائلا إن مستشفى كمال عدوان أصبح خارجا عن الخدمة بشكل كامل، مضيفا أن «الاحتلال ينتهج سياسة تفريغ شمال القطاع من المواطنين».

 

قصف محيط «العودة» 

أفادت مستشفى العودة في بيان بأن مدفعية الاحتلال الإسرائيلي شنت قصفاً عنيفاً في محيط المستشفى بمنطقة تل الزعتر شمالي قطاع غزة. 

وأشار الاعلام أيضاً إلى وقوع شهداء ومصابين جراء قصف إسرائيلي استهدف تجمعاً للمواطنين أمام بوابة مستشفى الشفاء غربي مدينة غزة، في حين تواصل القصف الجوي والمدفعي بشكل مكثف في محيط المنطقة الصناعية غربي المدينة.

 

إدانات أممية 

أدانت الأمم المتحدة، يوم امس الخميس، هجمات الجيش الإسرائيلي على مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، واعتقال مديره الطبيب حسام أبو صفية. 

وقالت مقررتان خاصتان تابعتان للأمم المتحدة في بيان أوردته وكالة فرانس برس :«بعد مرور أكثر من عام على بدء الإبادة الجماعية، يصل اعتداء إسرائيل الصارخ على الحق في الصحة في غزة وسائر الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى مستويات جديدة من الإفلات من العقاب». 

وكتبت الخبيرتان المفوضتان من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة من دون التحدث نيابة عن المنظمة الأممية :«نشعر بالصدمة والقلق إزاء التقارير الواردة من شمال قطاع غزة، وخصوصا الهجوم على العاملين في مجال الصحة، بما في ذلك آخر المستشفيات الـ22 التي تم تدميرها: مستشفى كمال عدوان».

وأعربتا عن قلق بالغ إزاء مصير الطبيب حسام أبو صفية، وطالبتا بالإفراج الفوري عنه وعن كل العاملين في المجال الصحي المحتجزين تعسفيا.

وأضافتا أن هذا الوضع يندرج في إطار نمط إسرائيلي يهدف باستمرار إلى القصف والتدمير والقضاء التام على إحقاق الحق في الصحة في غزة. 

وشن الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة النطاق صباح يوم الجمعة الماضي على مستشفى كمال عدوان بذريعة أنه يضم مركز قيادة لحماس. 

وسبق لإسرائيل ان اتهمت حماس باستخدام العديد من المنشآت المدنية في قطاع غزة خصوصا المستشفيات، كمراكز لعملياتها، وهو ما نفته الحركة بشدة.

واستشهد أكثر من 1057 عاملا في مجال الصحة منذ بدء الحرب في القطاع، حسبما نقلت المقررتان عن بيانات صادرة عن وزارة الصحة في غزة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى