مقالات

عروبة أئمة الفقه والحديث بين كيد اعدائها وجهل بعض اتباعها

كتب – د. صالح العطوان الحيالى

الشبهات التي تقول بفارسية أئمة الحديث، ومع الأسف أن كثير من علماء الدين يرددون هذه الشبهة من دون دراسة وتمحيص.

ولنبدأ بأئمة الفقه :

١- الإمام مالك بن أنس -إمام أهل المدينة- عربي أصبحي يرجع الى حمير بن سبأ .
٢ -الإمام الشافعي عربي قريشي يلتقي مع الرسول صلى الله عليه وسلم في الجد الثالث عبد مناف.
٣- الإمام أحمد من بني شيبان من بكر بن وائل.
٤- الإمام أبو حنيفة، المشهور عنه أنه فارسي، وهذا لا أساس له، فهو عربي من عرب الأنبار من بني يحيى بن زيد، قال هذا المؤرخ ناجي معروف في كتابه “عروبة أبي حنيفة” حيث قال : (إنه من عرب الأزد الذين هاجروا من اليمن وسكنوا أرض العراق بعد أنهيار سد مأرب)، وقال بذلك أيضاً مصطفى جواد وعماد عبد السلام رؤوف والعلامة الحنفي الهندي شاه ولي الله الدهلوي الفاروقي المتوفى سنة ١٧٢٦م، أما المستشرق كارل بروكلمان فقد إستغرب عن غفلة العراقيين عن عروبة أبي حنيفة، باعتباره الرمز الوطني لبغداد.
فإذن أئمة الفقه الأربعة هم عرب.

أئمة الحديث:

من المعلوم لأهل الحديث أن الكتب الأربعة في الحديث هم (أبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجه)، وإذا قلنا الكتب الستة يضاف اليهم (البخاري ومسلم)، وإذا قلنا الكتب التسعة يضاف اليهم (مسند أحمد والدارمي وموطأ الإمام مالك)،
ثمانية من هؤلاء التسعة هم عرب، أما التاسع فقد أُختلف فيه ورُجِحتْ عروبيته وهو الإمام البخاري، أما كونه عربياً فهو من بني جعف من سعد العشيرة من مذحج من العرب القحطانية، قال هذا من المتقدمين (ابن عساكر وتاج الدين السبكي وزين الدين العراقي وابن تغري)، ومن المتأخرين (مصطفى جواد وناجي معروف وصالح أحمد العلي وعبد العزيز الدوري وعماد عبد السلام رؤوف)، فإذن أئمة الحديث جميعهم عرباً سوى ابن ماجه، كما لا ننسى (ابن حبان) وهو عربي تميمي، (وأبو حاتم الرازي) عربي من قبيلة غطفان.

أما كون ألقابهم ( البخاري والنيسابوري والترمذي والبستي والسجستاني ) فهي نسبة مكان، لا نسبة نسب.

أما إذا ظهر بعض العلماء من غير العرب، فالفضل لا يعود الى أعجميتهم، بقدر ما يعود إلى الجو العام الذي نشأوا فيه وهي “الحضارة العربية الإسلامية”.

فالعالم العربي الآن في دول الغرب، لا ينسب إختراعه وابتكاره الى عروبيته، بقدر ما ينسب الى الحضارة الغربية التي هيأت له مناخ التفوق والإبداع.

كما لا ننسى أن أول من كتب في أصول الفقه، هو الشافعي القريشي، وأول من كتب في اللغة هو الخليل بن أحمد الفراهيدي العربي، وما سيبويه إلا تلميذ من تلاميذه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى