مقالات

أكذوبة الكيانات الشبابيه والتطوع في مصر: استغلال بلا حدود وأوهام بلا قيمة

بقلم المستشار أحمد ضياء عثمان

مع الانتشار المتزايد لما يُسمى بـ”الكيانات الشبابية” في مصر، أصبح من الضروري أن نقف وقفة جادة لتسليط الضوء على هذا المشهد المريب الذي يُعاني منه الشباب والطلاب على حد سواء. هذه الكيانات، سواء كانت تابعة ******* أو غير تابعة، تحولت إلى منصات لاستغلال الشباب واستنزاف طاقاتهم تحت شعارات زائفة مثل “الخبرة” و”التطوير” و”الشهادات”. لكن الحقيقة المؤلمة أن معظم هذه الكيانات لا تقدم شيئًا سوى سراب يتبدد بمجرد أن يُدرك الشاب أنه كان ضحية خديعة كبيرة..

استغلال الشباب تحت ستار “التطوع”

تتخذ هذه الكيانات من فكرة التطوع غطاءً لاستغلال الشباب، حيث يُكلفون بأعمال مرهقة مثل التنظيم، المساعدة، والتحضير للفعاليات، دون أي مقابل مادي أو حتى معنوي حقيقي. يُقنع الشباب بأن هذه الأعمال ستُضيف إلى خبراتهم وتُزين سيرهم الذاتية، لكن الواقع يكشف أن هذه “الخبرة” و”الشهادات” لا تحمل أي قيمة فعلية في سوق العمل أو الحياة المهنية.

رؤساء كيانات بلا مؤهلات

الأمر الأكثر استفزازًا أن بعض هذه الكيانات تُدار من قِبل أشخاص لا يملكون أي خبرة حقيقية أو مؤهلات قيادية. في كثير من الأحيان، نجد أن رئيس الكيان شاب لم يتجاوز الثامنة عشرة أو شخصًا يعاني من مشكلات نفسية يسيء استغلال منصبه. هؤلاء الأفراد يتحولون إلى أدوات للتسلط والتحكم، يفرضون قراراتهم بأسلوب ديكتاتوري، ويستغلون الشباب والفتيات بطريقة مهينة.

الشهادات الوهمية: الحقيقة المُرّة

أحد أكبر الأكاذيب التي تُروجها هذه الكيانات هي الشهادات التي تمنحها في نهاية الفعاليات أو الدورات. يُخيل للشباب أن هذه الشهادات ستفتح لهم أبواب المستقبل، لكن الحقيقة أن هذه الأوراق لا تُعترف بها رسميًا ولا تضيف أي قيمة حقيقية إلى حياتهم المهنية

تجربتي الشخصية: دروس مستفادة

أنا، كأحمد ضياء ، خضت تجربة مع مئات الكيانات المختلفة، ولم أجد منها أي فائدة تُذكر إلا نادرًا، في كيانات قليلة جدًا تخاف الله وتُقدر الشباب حقًا. توليت مناصب قيادية، وحاولت دائمًا أن أقدم شيئًا مفيدًا وأفيد الجميع. لكن للأسف، معظم الأماكن كانت بلا جدوى سوى استنزاف وقتي وجهدي.
حضرت فعاليات دولية، تعلمت منها أكثر مما تعلمته من عشرات الكيانات المحلية.
اليوم، أمتلك مئات الشهادات الورقية والإلكترونية، لكن الحقيقة المُرّة أنها لم تُضف لي أي قيمة مادية أو معنوية. الفائدة الحقيقية جاءت من تطوير نفسي والبحث عن فرص عالمية، وليس من هذه الكيانات التي تبيع الوهم.

التلاعب بالعقول واستنزاف الطاقات

تستخدم الكيانات الشبابية أساليب مكررة لتضليل الشباب، مثل المبالغة في أهمية العضوية، والإيهام بأنهم جزء من حركة تغيير كبيرة. يتم تحفيزهم للعمل ساعات طويلة دون مقابل تحت ذرائع مثل “إفادة المجتمع” و”تحقيق الذات”. لكن الحقيقة أن هذه الأعمال تُفيد فقط القائمين على الكيان، الذين يجنون المكاسب المادية أو الشخصية على حساب مجهود الشباب.

تبدأ الحكاية بوعود زائفة تُغري الشباب بأن العمل في هذه الكيانات سيُضيف إلى خبراتهم ويُساعدهم على بناء مستقبل واعد. لكن الحقيقة أن هؤلاء الشباب يُجبرون على تنفيذ تصميمات، أعمال مونتاج، وإعدادات دعائية مجانًا، بينما تُحقق هذه الكيانات مكاسب شخصية على حساب جهودهم. النتيجة؟ ضياع وقت ثمين كان من الممكن أن يُستثمر في تطوير حقيقي لمهاراتهم.

نصحيه مني ليكم : الوعي والادراك

1. توعية : يجب على الشباب أن يُدركوا حقوقهم وألا يسمحوا لأحد باستغلالهم تحت أي مسمى. التطوع الحقيقي هو الذي يُضيف قيمة حقيقية للشخص والمجتمع، وليس الذي يستنزف طاقات الشباب بلا مقابل.
.

3. خلق بدائل حقيقية: بدلاً من هذه الكيانات الوهمية، اقضي وقتك في تطوير حقيقي يساعدك على اكتساب الخبرة والتطوير، مثل المبادرات الحكومية الجادة أو برامج التدريب المعتمدة او المنظمات الدوليه او كورسات تدريب تنفعك ف حياتك فيما بعد.

رسالتي للشباب

إلى كل شاب وشابة، لا تنخدعوا بالشعارات البراقة والوعود الزائفة. قيموا كل خطوة تخطونها، وابحثوا عن الفائدة الحقيقية قبل الانضمام إلى أي كيان. المستقبل يحتاج إلى وعيكم وجهودكم، فلا تسمحوا لأحد باستغلالكم تحت أي ذريعة.

في الختام، الكيانات الشبابية الحقيقية هي التي تبني ولا تهدم، تُضيف ولا تستهلك
لكل شاب يمتلك موهبة أو مهارة، لا تسمح لأي كيان باستغلالك. قبل أن تُقدم على الانضمام إلى أي كيان، اسأل نفسك:

هل هذا المكان يُضيف لي شيئًا؟

هل أتعلم مهارات جديدة تُفيدني في حياتي المهنية؟

هل أحصل على تقدير حقيقي لموهبتي؟

إذا كانت الإجابة “لا”، فلا تُضيع وقتك. ابحث عن فرص حقيقية تُساعدك على بناء نفسك ومستقبلك.
. دعونا نعمل سويًا لكشف هذه الأكاذيب وبناء مستقبل أفضل لشبابنا ومجتمعنا.
الخلاصة ببساطة:
أنت شخص واعٍ وكبير بما يكفي، فلا تسمح لأحد أن يستغلك تحت مسمى “الثواب” أو “التطوع”. إذا كنت تبحث عن فعل الخير، فابحث عن أماكن حقيقية وموثوقة مثل “رسالة”، “حياة كريمة”، “بنك الطعام”، أو “الهلال الأحمر”. هناك ستتعلم وتكتسب خبرات حقيقية، بدلاً من إضاعة وقتك في كيانات تبيع لك الوهم.

لا تخدع نفسك بالمناصب الفارغة مثل “منسق” أو “نائب منسق”، فكل هذا مجرد ألقاب لا معنى لها. فكر جيدًا في ماذا تريد أن تحقق وأين تريد أن تصل.

رأيت أشخاصًا يذهبون للتطوع في أسوأ الظروف، يقفون في البرد لتوزيع الماء أو بعض الفواكه، وفي النهاية يحصلون على شهادة إلكترونية لا قيمة لها. والآن، إذا تقدمت لوظيفة، هل ستقول إنك كنت تعمل على “تنظيم” أو “حراسة الأشياء”؟ بالتأكيد لا، لأن ذلك لن يُضيف أي شيء لمسارك المهني.

أيضًا، لا تنجرف وراء كل كيان يقول لك “سنمنحك شهادة”، فهذه الشهادات يمكن أن تُطبع بثمن زهيد. ولا تنبهر بوعود مثل “وجبة” أو “فسحة”، فهي ليست دليلًا على الجدية أو القيمة. الحقيقة أن هناك من يستفيد من جهودك، بينما تُترك أنت دون مقابل حقيقي.

لذا، لا تكن ساذجًا. فكر جيدًا وكن على وعي بأن الفرص الحقيقية هي التي تُضيف لك مهارات وخبرات تُفيدك في المستقبل. وإذا كان هناك من يخالفني الرأي، فأنا في انتظار آرائكم لنرى من الذي على صواب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى