أخبار عالمية

تحركات أمريكية سرية للإطاحة بزيلينسكي وسط توافق غير مسبوق مع موسكو

كتبت: بسمله الرعمي 

 

كشفت مجلة “بوليتيكو” الأمريكية، نقلًا عن مصادر مطلعة، عن لقاءات سرية جمعت أربعة من كبار موظفي إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مع شخصيات سياسية أوكرانية بارزة معارضة للرئيس فولوديمير زيلينسكي، وسط تقارب غير مسبوق بين واشنطن وموسكو حول ضرورة إزاحة زيلينسكي من منصبه.

وبحسب مصادر برلمانية أوكرانية وخبير بارز في السياسة الخارجية بالحزب الجمهوري الأمريكي، فقد شملت هذه الاجتماعات شخصيات من حزب “التضامن الأوروبي” الذي يقوده الرئيس الأوكراني السابق بيترو بوروشينكو، وزعيمة المعارضة ورئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو، التي تسعى للعودة إلى صدارة المشهد السياسي.

ركزت المحادثات على إمكانية تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة، وهو مقترح يثير جدلًا واسعًا، نظرًا لأن الأحكام العرفية السارية بسبب الحرب تمنع إجراء أي انتخابات. 

ويرى معارضو الفكرة أن الانتخابات في هذه الظروف قد تكون كارثية، حيث ستفتح الباب أمام التدخل الروسي، في ظل غياب ملايين الناخبين الذين يقاتلون على الجبهات أو لجأوا إلى الخارج.

يراهن حلفاء ترامب على أن زيلينسكي سيخسر أي انتخابات مقبلة بسبب تزايد السخط الشعبي من الحرب والفساد داخل السلطة. ورغم تراجع شعبيته خلال السنوات الماضية، فإن استطلاعات الرأي الأخيرة أظهرت أنه لا يزال متقدمًا على أقرب منافسيه.

وأكدت “بوليتيكو” أن المواجهة العاصفة التي وقعت الأسبوع الماضي في البيت الأبيض، والتي انتهت بطرد زيلينسكي بعد توبيخه الحاد من قبل ترامب ونائبه جي دي فانس، لم تؤثر كثيرًا على موقف الرئيس الأوكراني في استطلاعات الرأي، حيث لا يزال يحتفظ بدعم 44% من الناخبين، متقدمًا بأكثر من 20 نقطة على أقرب منافسيه، القائد العسكري السابق والسفير الحالي في بريطانيا فاليري زالوجني، في حين حصل بوروشينكو على 10%، وتيموشينكو على 5.7% فقط.

رغم النفي الرسمي لأي تدخل أمريكي في السياسة الأوكرانية، فإن تصريحات ترامب تعكس العكس، حيث وصف زيلينسكي بأنه “ديكتاتور بلا انتخابات”، بينما اتهمت مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد حكومته بإلغاء الانتخابات.

وأوضحت المجلة أن تحركات معسكر ترامب السرية تهدف إلى عقد انتخابات مبكرة بعد وقف إطلاق نار مؤقت، قبل الدخول في مفاوضات سلام شاملة، وهو توجه تدعمه موسكو التي تعتبر زيلينسكي عقبة أمام تحقيق أهدافها في أوكرانيا.

وبينما يرفض علنًا كل من تيموشينكو، وبوروشينكو، ورئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو فكرة الانتخابات قبل انتهاء القتال، تؤكد مصادر مطلعة أنهم يتواصلون سرًا مع المقربين من ترامب، مقدمين أنفسهم كبدائل أكثر مرونة للتعامل مع واشنطن.

تستمر الاتصالات بين أطراف أوكرانية ومعسكر ترامب، وسط تصاعد الضغوط على زيلينسكي للتنحي، خاصة إذا لم يلتزم بالخطة الأمريكية لإنهاء الحرب بسرعة، حتى لو تطلب ذلك تقديم تنازلات مؤلمة لروسيا. 

وتصاعدت هذه الضغوط بعد المواجهة الحادة في البيت الأبيض، حيث بدأ معارضو زيلينسكي في الداخل الأوكراني التلميح إلى ضرورة إعادة تقييم العلاقات مع واشنطن، في إشارة إلى تحميله مسؤولية الأزمة مع الإدارة الأمريكية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى