منوعات

الدكتور مصطفى عثمان يكتب/ قراءة في نصوص القانون 73 لسنة 2017م

القانون المشار اليه في شأن مكافحة أعمال الاخلال بالامتحانات و الذى يذكر في المادة الثانية منه ” يعاقب كل من حاز بأي من اللجان أثناء انعقادها دون مقتضى أيا من أجهزة التليفون المحمول أو غيرها من أجهزة الاتصال أو الارسال أو الاستقبال السلكية و اللاسلكية أو أيا من الأجهزة التقنية الحديثة أو أي وسيلة أخرى أيا كان نوعها من الوسائل التي تساعد على ارتكاب أي من الأفعال المنصوص عليه بالمادة الأولى – و يقصد بهذه الأفعال الغش و الترويج له ” …. و ذكرت المادة العقوبات المقرر لحيازة هذه الأجهزة و الوسائل .
و قبل أيام قليلة من انطلق مارثون امتحانات الثانوية العام وجه معالى الوزير بتوجيهات بشأن الامتحان من خلال مؤتمر صحفي عقد لسيادته يوم الثلاثاء 29 يونيه 2012م كان من ضمن هذه التوجيهات الاستعانة بجهاز التابلت كمرجع للطالب و تسجيل الدخول ؛ و أن كان القانون قد جرم حيازة هذه الأجهزة الا أنه يمكن قبول توجيه معالى الوزير بشأن التابلت لأن المادة الثانية قد ذكرت عبارة ” دون مقتضى ” بما يعنى خروج التابلت المدرسى من جريمة حيازة الأجهزة المنصوص عليها بالمادة الثانية من القانون لأن له مقتضى وفقا لتوجيهات معالى الوزير .
فإن كانت التوجيهات تتسق مع احكام القانون إلا أنها غير منطقية بدليل أن سيادته اعقب تصريحه بذلك أنه سيتم سحب أجهزة التابلت المخترقة ؛ و هنا نتوقف قليلا عند هذه العبارة ؛ قد تكون هناك أجهزة مخترقة و هو فرض مؤكد حدوثه ؛ في هذه الحالة الطالب سيقع تحت طائلة القانون و يتعرض للعقوبة و هي الحبس و الغرامة و الحرمان من أداء الامتحان للترمين و اعتباره راسب في كل المواد ؛ و اذا ما قورن بين هذه التبعات التي أدى اليها دخول التابلت و فلسفة دخوله و التي لخصها معالى الوزير في اعتباره مرجع و اثبات الحضور ؛ الوظيفة الثانية و هي اثبات الحضور تتم بالشكل المعتاد هو توقيع الطالب على كشف الحضور ورقة الإجابة دليل دامغ على الحضور ؛ اما اعتباره مرجع فإن حرمان الجميع من وجود مرجع عدالة مطلقة لأنه شرط عام يطبق على الجميع ؛ الصعوبة الأخرى ؛ دخول التابلت يعنى ضرورة وجود اخصائى نظم معلومات في كل لجنة ضرورى من اجل فحص كل أجهزة الطلاب للتاكد من ان الأجهزة غير مخترقة و هو ما يعد في ذاته استحالة مادية لا تستطيع التربية و التعليم القيام بها و التغلب عليها .
نرغب ان يتم امتحان الثانوية العامة دون أن نتعرض لمطبات هوائية ؛ يتم بسلام و دراسة لكل فرضية من الممكن أن تحدث و اعداد سيناريو لكل الحالات .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى