منوعات

” الحب في زمن كورونا ” قصة قصيرة للكاتبة دنيا حسين

 

-أميرة.

-نعم!

كنت أشعر بامتعاض شديد غضبًا من إياد خطيبي اصفه دائمًا بغريب الأطوار، تتأففت من أسلوبه وطباعه التي تشبه الصغار بالرغم من كبر سنه ،حيث تعدى منتصف الثلاثينات.

كانا يتحدثان من وراء شاشات الهاتف في الشات الخاص بالواتساب، خوفًا من أمه أن تعاقبه أو تغضب منه من حديث خطيبته لأنها تشعر بالغيرة منها طوال الوقت، محددة الوقت المناسب الذي يتحدث فيها مع اميرة.

كنت أعلم أنه سيقول كلام لا جدوى منه سيثير به غضبي كالعادة أو قول أشياء لا معنى لها أو محاولة فاشلة لجذب انتباهي.

 نظرت للشاشة وهو يكتب ويمسح كلامه العديد من المرات حتى أصبت بالملل.

-أنا قررت أقدم طلب أروح الحجر الصحي!

حدثت أميرة نفسها

-كنت عارفة أنه هيقول كلا غريب!

ثم كتبت له:

-ليه يا إياد؟!، أنت تعبان؟

– لا، هروح أقعد هناك شوية.

نظرت للشاشة من كلامه الغير منطقي، شعرت حينها بالشفقة ناحيته وفي نفس الوقت كنت لا أجد كلام تقوله له.

ثم بعد صمت لدقيقة أطلقت ضحكة عالية من تصرفه الساذج في محاولة منه لجذب انتباهي، في كل مرة يحاول إثارة عاطفتي حتى يشعر بالخوف عليه واتغاضى عن عيوبه الكثيرة التي تنكشف أمامي يومًا بعد يوم.

بعد محاولة تمالك نفسي من الضحك ومنع نفسي من إظهار غضبي، قلت له:

-حقيقي مش عارفة أقولك إيه!

-يعني أنتِ مش خايفة عليا يا أميرة.

ضحكت مرة أخرى، كيف سيقدم طلب لدخول الحجر الصحي وهو ليس مريضًا، هل يستخف بعقلي؟

-مفيش حاجة اسمها أقدم طلب في الحجر الصحي، أنت رايح تقدم على قرض.

 كنت أضحك في الرسالة صوتية التي أرسلتها له ، أدت إلى ضحك إياد أيضًا مع شعوره بالإحراج من نفسه بما أقوله له وفي كل مرة يثبت لي أن لا يفهم ما يقول وان كلامه سيشعرني بالنفور ناحيته.

ثم بعدها بساعات…

-أميرة.

نظرت إلى الهاتف وعندما رأت اسمي مكتوب في رسالة من إياد الذعر مرة أخرى، محدثة نفسي:

-كرهت اسمي حرفيًا بسببه

 شاهدت الرسالة متعمدة عدم الرد عليه ، وبالرغم من ذلك استمر في حديثه معها.

 -ممكن أطلب منك طلب!

كان عقلي يدور بداخله الكثير من الاسئلة

يا تري هيطلب مني ايه المرادي هيموت نفسه؟! ولا هيقولي أنه بيكلمني من الحجر الصحي؟

-اتفضل.

– أنا قولت لماما على موضوع الحجر الصحي وزعقتلي.

-زعقتلك؟!

   -ممكن متقوليش لبابا عشان ميعملش معايا حوار ويزعقلي هو كمان، واعتبريني مقولتش ليكي حاجة أنا آسف.

نظرت إلى الكلام بدهشة شديدة، ما دخلي بهذا الحوار وأن أخبر أبيه، ثم قلت بهدوء شديد:

-بغض النظر من كلامك الغريب، بس أنا قررت إني مش هكمل معاك.

وفي لحظة ضغطت على زر البلوك في جميع صفحات التواصل حسب نصائح رضوى الشربيني، بلوك بلوك بلوك!

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى