منوعات

” ما لا تعرفه عن قصر البارون ” مقال للكاتبة دنيا حسين

 

على إثر التجديدات التي حدثت لقصر البارون اليوم، دعونا نسرد قصة هذا القصر وأسطورته القديمة.

قصر البارون الموجود في مصر الجديدة هو أحد عجائب العمارة الحديثة في العالم؛ ومن القصور الرائعة في الابتكار والإبداع.

 وقد منحه ملك فرنسا الي “إدوارد إمبان “تقديراً لمجهوداته في إنشاء مترو باريس حيث كان “إمبان” مهندسا متميزًا، وكان صاحب عقليه اقتصادية فذه، وكانت عنده هواية جمع المال وعشق للسفر والترحال.

بمجرد اختيار المليونير البلجيكي للمكان الذي سيعيش فيه -وهو الطريق الصحراوي شرق القاهرة- عكف البارون “إمبان” على دراسة الطراز المعماري الذي سيشيد به بيته في القاهرة، ولأن البارون كان مهتمًا أيضًا بفن العمارة فقد أتخذ قرارًا بأن يقيم قصرًا لا مثيل له – عكف البارون “إمبان” على دراسة الطراز المعماري الذي سيشيد به بيته في القاهرة.

بعد خمس سنوات خرجت التحفة المعمارية من باطن الصحراء قصر فخم جملت شرفاته بتماثيل مرمرية على شكل أفيال وبه برج يدور على قاعدة متحركة دورة كاملة كل ساعة ليتيح للجالس به مشاهدة ما حوله في جميع الاتجاهات.

وقد شغل خيال المصريين بحكايات من نسج الخيال، عن أشباح وعفاريت تعيش في القصر المهجور، أو مغامرات غامضة ومثيرة كان أبطالها من وصفهم الإعلام بأنهم «عبدة الشيطان»، الذى كانوا يمارسون طقوسهم السرية بين جدرانه. 

معظم الأقاويل التي جعلت “قصر البارون” بيتً حقيقيًا للرعب تدور حول سماع أصوات لنقل أساس القصر بين حجراته المختلفة في منتصف الليل، والأضواء التي تضيء فجأة في الساحة الخلفية للقصر وتنطفئ فجأة أيضا، وتبلغ درجة تصديق السكان المجاورين للقصر حدًا كبيرًا، فيصرح بواب إحدى العمارات المواجهة للقصر بأن الأشباح لا تظهر في القصر إلا ليلا، وهي لا تتيح الفرصة لأحد أن يظل داخل القصر مهما كان الثمن.

 ويكمل قائلا: إن ما يقال عن وجود الأشباح صحيح، والذي يؤكد ذلك ما حدث في عام 82 حيث شاهد العديد من المارة دخانا ينبعث من غرفة القصر الرئيسية ثم دخل في شباك البرج الرئيسي للقصر، بعدها ظهر وهج نيران ما لبث أن انطفأ وحده دون أن يعمل على إطفائه أحد.

لسبب في الغموض الذي يحيط بالمنزل أنه يوجد في القصر غرفة حرّم “البارون إمبان” دخولها حتى على ابنته وأخته البارونة “هيلانة” وهي الغرفة الوردية ببدروم القصر، وهذه الغرفة تفتح أبوابها على مدخل السرداب الطويل الممتد لكنيسة البازيليك والتي دفن فيها البارون بعد موته.

من الأسباب التي أدت إلى زيادة الغموض هو مقتل أخت “البارون” -البارونة “هيلانة”- بعد سقوطها من شرفة غرفتها الداخلية وقتما كان يدور البارون ببرج القصر ناحية الجنوب، وتوقفت القاعدة عن الدوران في تلك اللحظة بعدما هب البارون لاستطلاع صرخات أخته، وكانت هذه هي الشرارة الأولى لقصص الأشباح التي تخرج من غرفة أخت البارون لغرفته الشخصية.

وهو ما جعل القصص الشعبية تشير إلى أن روح البارونة “هيلانة” سخطت من تأخر البارون في إنقاذها، وهو ما عطل تروس دوران البرج الدائر التي لم تدر منذ ذلك الحين حتى موت البارون نفسه عام 1928. 

  1. فيما كانت -حسب الأقاويل أيضا- تسمع أصوات مختلفة بعضها شجار وبعضها صراخ للبارون وأخته التي كانت قد ماتت بالفعل ودفنت جثتها في مكان ما بصحراء مصر الجديدة، ومنذ ذلك الحين وأهالي حي مصر الجديدة القدامى يعتقدون أن البارون “إمبان” كان قد نجح بعد وفاة أخته في تحضير روحها للاعتذار عن عدم مبادرته بسرعة إنقاذها بعد سقوطها من غرفتها وربما عدم قبول روح أخته الاعتذار هو الذي أدخله مرحلة اكتئاب أدت في النهاية لوفاته.

 

#دنيا_حسين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى