Uncategorized

إختفاء مدينة ولم يذكرها التاريخ

 

محمود سعيد برغش

بالطبع نعلم مافعلة التتار من همج وقتل الانسانية وكان من أهدافهم جمع العالم تخت رايتهم، حتي انتهوا علي يد المماليك وكانت من ضحايهم،

مدينة مرو التي كان يسكنها أكثر من سبعمائة الف والتي أبيدت على يد التتار بالكامل

مدينة مرو التي تعرضت لنكبة لم يعرف التاريخ مثلها على أيدي الغزاة التتار و كانت وصمة عار في جبين الإنسانية.

كانت مدينة مرو كبيرة جداً في ذلك الوقت، و تقع الآن في تركمنستان، وهي على بعد أربعمائة و خمسين كيلومتراً تقربيا غرب مدينة بلخ الأفغانية،

هي من أمهات مدن خراسان، يطلق عليها “مروالشاهجان”، و ذاع صيت المدينة في التاريخ الإسلامي كأحد مراكز بلاد ما وراء النهر

فتحت على يد “الأحنف بن قيس”، في عهد الخليفة “عمر بن الخطاب”

بقيت “مدينة مرو” عاصمة لإقليم خراسان في عهد الخلافة الأموية ، و بالأخص في عهد ولاة خراسان الأمويين مثل “المهلب بن أبي صفرة “و يزيد بن المهلب”، و “قتيبة بن مسلم الباهلي” و “نصر بن سيار الكناني” و غيرهم .

وكانت قاعدة خراسان كذلك في أيام “السلجوقيين و صدر الإسلام ، و كذلك كانت مركز لـ خراسان عندما كان الخليفة العباسي المأمون فيها

وقد ذهب إليها جيش كبير من التتار على رأسه بعض أولاد جنكيز خان..

واستعانوا في هذه الموقعة بأهل بلخ ، تحرك الجيش المغولي الذي لم تذكر الروايات عدده، ولكنه كان جيشًا هائلًا يقدر بمئات الألوف، ، وعلى أبواب مرو وجد المغول أن المسلمين في مرو قد جمعوا لهم خارج المدينة جيشًا يزيد على مائتي ألف رجل، وهو جيش كبير جدًا بقياسات ذلك الزمان..

كانت موقعة قوية بين الطرفين على أبواب مرو، وحدثت المأساة العظيمة، ودارت الدائرة على المسلمين، وانطلق المغول يذبحون في الجيش المسلم حتى قتلوا معظمهم، وأسروا الباقي، ولم يسلم إلا قليل القليل، ونهبت الأموال والأسلحة والدواب من الجيش.

وقعت الهزيمة المرة بالجيش المسلم، وفتح الطريق لمدينة مرو ذات الأسوار العظيمة وكان بها من السكان ما يزيد عن سبعمائة ألف مسلم من الرجال والنساء والأطفال، وحاصر المغول المدينة الكبيرة، وقد دب الرعب في قلوب أهلها بعد أن فني جيشهم أمام عيونهم، ولم يفتحوا الأبواب للمغول لمدة أربعة أيام، وفي اليوم الخامس أرسل قائد جيش المغول (ابن جنكيز خان) رسالة إلى قائد مدينة مرو.

يقول فيها:

لا تهلك نفسك وأهل البلد، واخرج إلينا نجعلك أمير هذه البلدة، ونرحل عنك.

فصدق أمير البلاد ما قاله قائد جيش المغول، أو أوهم نفسه بالتصديق، وخرج إلى القائد، فاستقبله استقبالًا حافلًا، واحترمه وعانقة.

قال له في خبث:

أخرج لي أصحابك ومقربيك ورؤساء القوم حتى ننظر من يصلح لخدمتنا، فنعطيه العطايا، ونقطع له الإقطاعات، ويكون معنا.

فأرسل الأمير المخدوع إلى معاونيه وكبار وزرائه وجنده لحضور الاجتماع الهام مع ابن جنكيز خان شخصيًا، وخرج الوفد الكبير إلى جيش المغول، ولما تمكن منهم قائد الجيش أمر جنودة بالقبض عليهم جميعًا وقيدوهم بالحبال.

ثم طلب منهم أن يكتبوا قائمتين طويلتين، القائمة الأولى تضم أسماء كبار التجار وأصحاب الأموال في مدينة مرو، وأما القائمة الثانية تضم أسماء أصحاب الحرف والصناع المهرة، ثم أمر ابن جنكيز خان أن يأتي المغول بأهل البلد أجمعين، فخرجوا جميعًا من البلد حتى لم يبق فيها واحد، ثم جاءوا بكرسي من ذهب جلس عليه ثم أصدر الأوامر الآتية

الأمر الأول أن يأتوا بأمير البلاد وبكبار القادة والرؤساء فيقتلوا جميعًا أمام عامة أهل البلد!!د وبالفعل جاءوا بالوفد الكبير وبدأوا في قتله واحدًا واحدًا بالسيف، والناس ينظرون ويبكون.

الأمر الثاني إخراج أصحاب الحرف والصناع المهرة، وإرسالهم إلى منغوليا للاستفادة من خبراتهم الصناعية هناك.

الأمر الثالث إخراج أصحاب الأموال وتعذيبهم حتى يخبروا عن كل مالهم، ففعلوا ذلك ومنهم من كان يموت من شدة الضرب ولا يجد ما يكفي لافتداء نفسه..

الأمر الرابع دخول المدينة وتفتيش البيوت بحثًا عن المال والمتاع النفيس، حتى إنهم نبشوا قبر السلطان سنجر أملًا في وجود أموال أو ذهب معه في قبره واستمر هذا البحث ثلاثة أيام..

ثم الأمر الخامس أمر ابن جنكيز خان أن يقتل أهل البلاد أجمعين وبدأ المغول يقتلون كل سكان مرو يقتلون رجال، نساء، أطفال.

قال أوقطاي خان ابن جنكيز خان وقائد جيش المغول :

إن المدينة عصت علينا وقاومت، ومن قاوم فهذا مصيره..

قتل من مدينة مرو سبعمائة الف رجل ومرأة وفنيت مدينة مرو، واختفى ذكرها من التاريخ.:

قد تكون صورة ‏شخص واحد‏

 
 
 
 
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى