Uncategorized

يوم الصحة العالمي

 

بقلم المستشار الدكتور – خالد السلامي

 

 

 

يحتفل العالم في السابع من أبريل كل عام بيوم الصحة العالمي، للفت الانتباه إلى مختلف القضايا الصحية التي تهم البشر في جميع أنحاء العالم. هذا اليوم الذي نجدد فيه التقدير للعقول والسواعد المخلصة التي وقفت بشجاعة في مواجهة تحدي “كورونا “.. ونؤكد أهمية التعاون الدولي في مواجهة الأمراض والأوبئة، وتعزيز الاستثمار في الصحة، من أجل استدامة التنمية وسعادة البشرية.

إن الصحة نعمة أنعمها الله على الانسان، وكما قال الأولون، الصحة تاج فوق رؤوس الأصحاء. فكم من معافي لا يقدر هذه النعمة إلا أن يفقدها، وكم من مريض يشتهي العافية. فالصحة هي أساس الحياة، لأن من غير الصحة ما وجد الجسم السليم الذي يعطي صاحبه فرصة التمتع بالحياة والتطور بها، كما تمنحه القدرة على أن يقوم بدوره في مجتمعه على أكمل وجه، لأن الجسم إذا كان مريض لن يستطيع أن يقوم بما يجب عليه فعله، فهو دائما منشغل بكيفية معالجة ألمه ومرضه.إنّ الإنسان الذي يُعاني من أمراض جسدية أو نفسية، غالبًا ما يُعاني من التشاؤم والاكتئاب والألم، ويعتبر بعيدًا عن السعادة سواءً في حياته الشخصية أو في علاقته مع الناس، بالمقابل فإنّ الشخص السليم نفسيًا يشعر بمتعة الحياة، ويقيم علاقات صحية مليئة بالحب والألفة مع الناس. كما أن إنّ الإنسان الصحي قادر على التفاعل بشكل صحيح مع الضغوطات التي يتعرض لها؛ بالمقابل فإنّ انعدام أو قلة الصحة الناتجة عن سوء التغذية مثلًا، من شأنه خفض قدرة الفرد على إدارة الإجهاد، وجعله أكثر خمولًا، وعصبية، ومزاجية، وإرهاقًا وضعفًا.

تهتم دولة الإمارات العربية المتحدة بالصحة وتدعم كل الإجراءات التي تهدف إلى الحفاظ على صحة كل من يعيش على أرضها. ولم تغفل الدولة حق أصحاب الهمم في الحصول على رعاية صحية مناسبة. إن الاهتمام بأصحاب الهمم وتقديم الرعاية المتكاملة وفق أعلى المعايير العالمية يأتي ضمن جوهر خطط الدولة وبرامجها لتمكينهم لكي يصبحوا منتجين ومساهمين في خدمة بلدهم فهم جزء أصيل وأساسي من مكونات مجتمعنا، دعمهم ورعايتهم مسؤولية وأمانة.

في اليوم العالمي للصحة علينا جميعا أن ندرك أن الصحة ليست بالمظهر ولكن لابد من اكتمال الباطن أيضًا فلا فائدة من شخص مظهره يعم عليه الصحة وبداخله يعاني من أمراض دفينة مثل أمراض القلب والمعدة والرئة وغيرها مثل نقص المناعة لذلك الصحة تمتلك تعريف بسيط هو اكتمال صحة الجزء لتعم الصحة على الكل.

إن الصحة هي العافية والسلامة جسدياً ونفسياً من الأمراض وقدرة الإنسان على القيام بمهامه اليومية بصورة طبيعية، وهي نعمة غالية من الله عز وجل على خَلقه، فبالصحة يستطيع الإنسان أداء أدوراه دون الحاجة إلى الآخرين، وهي فضلٌ ونعمةٌ وهبةٌ وكرمٌ من الله لا يشعر به إلا من حُرم منه، فلا بد من شكر الله تعالى على هذه النعمة وإعانة من يحتاج العون والمساعدة والدعاء بأن يحفظها الله علينا ويجنبا شر الأسقام والأمراض، كما جاء في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم: (سلوا اللَّهَ العافيةَ واليقينَ فما أُعطي أحدٌ بعدَ اليقينِ شيئًا خيرًا منَ العافيةِ فسَلوهُما اللَّهَ تعالى)، (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبَرَصِ، وَالْجُنُونِ، وَالْجُذَامِ، وَمِنْ سَيِّئِ الأَسْقَامِ)، (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وَجَمِيعِ سَخَطِكَ)، (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا)، (نِعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من النَّاسِ: الصحة والفراغ)

إن الإنسان ليس مجرد جسد فهو يمتلك العديد من الجوانب التي تساعده على الوصول إلى التوازن والتكامل الطبيعي مع الحياة ومع نفسه فهنالك الجانب الجسديّ والذي يشمل كافة حواس الإنسان التي تجعله يتفاعل مع الوسط الخارجي ويتأثر به كالشم واللمس والتذوّق بالإضافة إلى أعضائه الداخلية والتي تتحكم بمقدرته على العمل والإنتاج والجانب النفسي وهو المعبر عن العواطف والمشاعر والانفعالات التي تصدر عن الإنسان مع عالمه الخارجي أو مع نفسه والجانب العقلي والذي يشمل أفكار الإنسان ومعتقداته والتي تتحكّم بقدرة الإنسان على تقبّل نفسه والنظر لها بشكل إيجابي والجانب الروحي الذي يعبر عن إبداع الإنسان وأهدافه من الحياة وعلاقته بربه.

وها نحن الآن في شهر رمضان المبارك. يصوم المسلمون الأصحاء البالغون شهر رمضان يومياً من الفجر وحتى غروب الشمس، ويتناولون وجبتين: وجبة الإفطار، ووجبة السحور قبل الفجر. وهناك أدلة علمية على ما للصوم من آثارٍ إيجابية على الصحة. ورمضان هو شهر البر والتواصل وتنشط فيه الحياة الاجتماعية بشكل خاص، فالناس إما يستقبلون الأقارب والأصدقاء أو يحلون ضيوفاً عليهم، ويلتفون جميعاً حول مائدة إفطار عليها ما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات احتفاءً بصومهم. ويمتد الصيام طوال ساعات النهار، ويجوز للصائمين تناول ما يحلو لهم من الطعام والشراب في ساعات الليل وحتى فجر اليوم التالي. وقد يتعذر على البعض خلال شهر رمضان ممارسة أي نشاط بدني، فيزيد وزنهم في رمضان. وقد لا يتمكن مرضى السكّري من التحكم جيداً في حالتهم الصحية إذا كانوا يتبعون عادات غذائية غير صحية.

ويستطيع الصائم، باتباع إرشادات بسيطة، أن ينقص وزنه ويُخفض معدلات ضغط الدم والكوليسترول. وعلى النقيض من ذلك، قد يزيد وزن الصائم إذا ترك لنفسه العنان وأفرط في تناول الطعام عند الإفطار والسحور. ورمضان عادةً فرصة مواتية للمسلم يتدرب فيها على التحكم في النفس، وضبط النفس، والتضحية، والتعاطف مع من هم أقل حظاً. ومن المستحسن تطبيق هذه الممارسات الطيبة والتحلي بها حتى في غير أوقات الصيام.تُعتبر مشكلة زيادة الوزن من المشاكل الشائعة في شهر رمضان، وذلك بسبب تناول الوجبات في أوقاتٍ غير مُنتظمة والإفراط في الأكل والإكثار من تناول الأطعمة المقلية أو الغنية بالنشويات. ويمكن حل هذه المشكلة عن طريق التخطيط المسبق لتحديد الوجبات المقررة لكل يوم، فهذا يساعد في التقليل من كمية الطعام الذي سيتم طهوه ويتيح الوقت الكافي لإعداد أطباق صحية واستخدام أساليب طهي أفضل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى