Uncategorized

المعاش لموظفي الحكومة عناية مركزة

المعاش لموظفي الحكومة عناية مركزة

المعاش لموظفي الحكومة عناية مركزة.

 بقلم يحي خليفه

يعانى الموظف الذي يحال للمعاش أشد المعاناة كأنه مريض في غرفة العناية المركزة من صعوبة الحياة وكدرها وألمها وقسوتها.سواء كان هذا الموظف طبيبا أو مهندسا أو معلما أو غير ذلك.وإن تعجب فعجب قولهم أن الموظف ليس له حق في راتبه الهزيل الذي كان يتقاضاه وهو في الخدمة، بل يتقاضى ربعه أو ثلثه والثلث كثير .إن الموظف المسكين يعانى من وضع السكين في منتصف رقبته كالذبيحة التي تقاد إلى مسلخها فيتنفس بصعوبة وكأنما يصعد في السماء،ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، إن هذا المخلوق المسمى بالموظف تنشب فيه الأمراض المزمنة مخالبها بعد عمر الستين فتراه طريح الفراش للضغط والسكر وأمراض الكبد والكلى، فكيف يعيش وكيف يسير بحياته المضطربة إلى شاطئ الأمان. والله إن الموت إلى نفس هذا الموظف المسكين أحب إليه من حياة ذليلة رخيصة مهينة.

 إ ن هذا المسكين الذي أحيل للتقاعد قد يكون له أبناء في المرحلة الجامعية والبعض منهم في عمر الزواج وفى الغالب ينتظرون مساعدة من أبيهم الذي لم يعد قادرا حتى على الإنفاق على نفسه , فكيف ينفق على أبنائه. إن القضية ليست فقط قضية مادية بقدر ما هي قضية أخلاقية تربوية إنسانية سياسية تمس امن واستقرار المجتمع والناس الذين ألهبت سياط الأسعار ظهورهم وجنوبهم . إن هؤلاء المساكين فقدوا القدرة على الوقوف ولا حتى الجلوس لان الألم أحاط بهم من كل جانب . هذه رسالة كل مظلوم أحيل للتقاعد بعدما فقد صحته وقضى نحبه في خدمة المجتمع , فهل نحفظ له ماء وجهه عندما تقدم به قطار الحياة إلى آخر محطة في حياته ،

وختاما لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد أن يرحموا ذلك الموظف المسكين الذي قضى نحبه في خدمة الوطن حتى شاب شعره وانحنى ظهره ولانت عظامه وصار يمشى متكئا على عصاه.

المعاش لموظفي الحكومة عناية مركزة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى