Uncategorized

باكستان ماذا يحدث هناك؟

مركز نورس للدراسات

أوصل الجيش عمران خان للسلطة (حركة تحريك الانصاف) وتم تشكيل تحالف عمران مع الجيش (رئيس الأركان باجوا) مع المخابرات (فايز شودري)، والآن يتحالف ضده (تحالف المعارضة) المكون من حزب الشعب الباكستاني (عاصف زرداري) وأهم رموزه السابقة بنازير بوتو، ويعرف عنه أنه حزب ليبرالي، والحركة الديمقراطية الباكستانية (فضل الرحمن) ويعرف عنها أيضا أنها معارضة لعمران، وانضم لها نواز شريف (والذي يسيطر على معظم الحركات الاسلامية الرسمية في باكستان).

حاولت المعارضة إقناع الجيش بالتخلي عن عمران، مستغلة مرور البلاد بضائقة اقتصادية شديدة، بعد توقف المساعدات الخليجية والأمريكية لهذا البلد. عمران لم يستطع إنقاذ الاقتصاد على عكس سابقيه الذين تقربوا من الخليج العربي وأمريكا، وهو بدوره حاول التقرب مع محور الصين وروسيا وإيران، لكنه اكتشف لاحقا أن الحكومة الصينية من أبخل حكومات العالم، وأقلها نصرة لوكلائها، خاصة بعد قروض كبيرة من الصين ومشاريع لم تكتمل مثل الممر الاقتصادي، كما أن رهانه على الروس لم يعد يجد نفعا بعد الحرب الأوكرانية وخاصة أنه زار موسكو قبل الحرب الأوكرانية بيوم، ما أغضب أمريكا منه، كما أن تقاربه مع تركيا وماليزيا وايران، وضعه في موقف صعب مع السعودية والإمارات، ما أدى لضغوطات اقتصادية كبيرة. العام الماضي رفض خان المقترح الإماراتي بالتطبيع مع تل أبيب، مما جعله محسوبا على المحور الشرقي.

لا يريد الجيش التخلي عن خان لتخوفه من وصول نواز شريف للسلطة (ينتظر الآن في بريطانيا) والذي قد يؤدي لفتح ملفات الفساد في الجيش، كما حصل مع برويز مشرف (متهم بخيانة الوطن والسرقة). لذلك يبحث الجيش عن صفقة للتخلي عن خان مقابل ضمانات بعدم اقتراب التحالف المعارض من رموز الجيش لاحقا. يذكر أن الجيش يلعب دور المرشد للدولة والحامي لآيديولوجيتها العلمانية، وبالتالي فلا تقبل أمريكا أي محاولات لزعزعة سلطته في البلاد، خاصة مع امتلاكه لترسانة نووية.

نواز شريف مقرب جدا من آل سعود والإمارات، وقد أدان الهجمات الحوثية على السعوية، أي أن وصوله للحكم يعني أن باكستان ستتقارب مع الدول العربية ومع المحور الغربي، والآن يبدو أنه لم يبق لخان أي أصدقاء، بل صرح بأن هناك مؤامرة خارجية لإسقاطه، ويبدو أن في كلامه جزء من الصحة، فإبعاد باكستان عن الصين وروسيا، تصب في مصلحة الأمن القومي الأمريكي، لكن ربما المؤامرة داخلية، فمساعدة باكستان اقتصاديا ستساعد الجيش في الاحتفاظ على سلطته، والطريق لذلك هو بالتخلي عن خان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى