أدب

أنا وأنتِ والهوى

د.اسامة مصاروة

يا فؤادي كنتَ نسرًا في الأعالي
هائمًا فوقَ الروابي والجبالِ
كنتَ حُرًا دونَ وجْدٍ في الليالي
لم تكنْ حتى بأشواقٍ تُبالي
كنتَ تلهو مثلَ طفلٍ بالرمالِ
راسمًا ألفَ هلالٍ وهلالِ
سابحًا فوقَ موجٍ من خيالِ
بانيًا دُنيا تسامتْ بالجمالِ
كنتَ في صدري بريئًا من ضلالِ
طاهرًا مثلَ سحاباتٍ زُلالِ
أو شُعاعٍ لا يُبالي بالظلالِ
كنتَ تحيا مثلَ بدرٍ في اكْتمالِ
ما الذي أدّى لوجْدٍ وانْشِغالِ
وحنينٍ دائمٍ بلْ وانْعزالِ
أَهُوَ الحبُّ وسوءُ الاتِّصالِ
أمْ حبيبٌ غيرُ محْدٍ بالوِصالِ
أمْ ظروفٌ ساهمتْ أيضًا باخْتلالي
عجبًا قدْ ضجَّ كَوْني بسُؤالي
دونَ ردٍّ قاطِعٍ بلْ واحْتمالِ
بيْدَ أنّي بِهُدوئي واعتدالي
لِيَ ردّي دونَ مكْرٍ وابتذالِ
يا حبيبي حُبُّنا كي لا أغالي
مثلَ ساحٍ لصراعٍ وجِدالِ
بلْ وساحٍ لِنقاشاتٍ طِوالِ
ومتى أشكو ترى فيَّ انْفِعالي
لا حنيني واشْتِياقي وابْتهالي
بِبِعادٍ قدْ تمادى سوءُ حالي
وعذابي صارَ ما فوقَ احْتمالي
وأنا أدعو لوصْلٍ وامْتِثالِ
فالهوى إنْ تجهليهِ ذو جلالِ
إذْ بِهِ كلُّ المآسي لزوالِ
لانتِهاءٍ ثمَّ حتمًا لانْسِدالِ
بالهوى كلُّ صُعودٍ للمعالي
بالهوى نرقى وفي كلِّ مجالِ
د. أسامه مصاروه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى