أخبار

حامد عزالدين يكتب ..هذا زمان ال”شرم برم” !!

 

أخذت أبحث عن توصيف لهذه الحالة “الصعبة ” التي يعيشها الوسط الرياضي في مصر بكل عناصره , وعلى رأسها الاعلام الرياضي التلفزيوني والأليكتروني , الذي حولته صحف كبيرة الى مصدر لأخبارها وتعليقاتها , لتتعامل بجدية شديدة مع كلام أقرب الى القلش والنكات القبيحة . لقد تحول الوسط الرياضي “المنفلت ” الى ما يشبه حالة التيه والجنون , وتكسير كل القواعد الأخلاقية والمنطقية بشكل غير مسبوق , حتى أنني لم أجد توصيفا أفضل له مما ورد في عنوان المقال ” زمن الشرم برم ” فالشرم برم هو تعبير عبثي يدخل في نطاق اللامعقول .
وأصل البيت للشاعر بهاء الدين الأبشيهي ويقول فيه :
إذا لم تكنْ لي والزمانُ شرٌ مبرمٌ
فلا خيرَ فيكَ والزمانُ تراءى لي

وحولها الكاتب المصري الراحل خفيف الدم بديع خيري بالعامية المصرية وأوردها على لسان عملاق الكوميديا نجيب الريحاني كجزء من الحوار الذي كتبه في الفيلم السينمائي “سلامة في خير” فصارت تعبيرا مصريا عاميا دارجا يفهم بمجرد استخدامه هكذا :
إذا لم تكن لي والزمان شرمْ برمْ
فلا خيرَ فيكَ والزمانُ ترَلّلي

ويعني إن لم أجدك وقت الضيق والزمان عليَّ شر مستطير ، فلا حاجة لي بك والزمان يضحك لي بعدما تخلص من قناعه الأسود .
واذا لم يكن الوصول الى أعماق السفالة والانحطاط وتعبيرات الجالسين في الخمارات , والقوادين في بيوت الدعارة هو الشر المستطير فماذا يكون إذن ؟ . عندما تصل الى أسماع الملايين داخل مصر وخارجها , تعبيرات وأوصاف يندى لها الجبين في تسجيلات تذاع عبر وسائل التواصل الاجتماعي , يحفظها النشء , لأناس من المفروض أنهم أسوياء , وأسماء معروفة لرئيسي ناديين رياضيين , أحدهما نائب حالي بمجلس الشيوخ والآخر نائب سابق بمجلس النواب , كلمات وتعبيرات هي الأشد قبحا و “قلة أدب “, فماذا تكون جرائم السب والقذف والخوض في الأعراض ؟. ويزداد الجو قتامة عندما لا يجد أحدهم , ويشغل منصب نقيب الموسيقيين , الذي دافع بشراسة عن الفن المصري في مواجهة ما عرف بمطربي المهرجانات لا ستخدامهم كلمات بلا معنى بحجة افساد الذوق المصري , في شخصية من دافع عنه سوءا , وطالب بمعاقبة الطرف الآخر الذي استخدم ضده نفس أسلحة برع في استخدامها على مدى سنوات , من نوعية الكلمات التي لا تكتب حتى على جدران الحمامات والمراحيض العامة .

الحق أقول إن الدولة المصرية بكل أجهزتها المسؤولة عن فرض النظام العام والحفاظ على قيم المجتمع وتقاليده , مطالبة وفورا بالضرب بيد من حديد , على رؤوس هؤلاء الذين جعلوا من مصر أضحوكة وسط الدول العربية ووسائل الاعلام الخارجية بكل أسى وأسف . إن مصر التي تبنى بجهد كبير الجمهورية الجديدة , لا يمكن قبول تغافلها عن اعادة ارساء أبسط معاني الأخلاق التي تدنت في الوسط الرياضي بكل عناصره بشكل ينخر كالسوس في أعماق المجتمع , خصوصا ان الرياضة من أهم الأنشطة التي يتابعها الشباب في مصر . على ماذا سيمكننا أن نحاسب شابا في منطقة شعبية يستخدم بعض الألفاظ التي ترد على ألسنة مسؤولين رياضيين ورموز رياضية ” من الجهلة والحمقى ” واعلاميين رياضيين ؟ . هل يمكن أن نوجه لأمثال هؤلاء الشباب مثلا تهم السب والقذف والخروج عن الآداب العامة , وهم يتداولون نفس العبارات القميئة والقبيحة التي استخدمها أمثال هؤلاء الذين تهتم بهم البرامج الرياضية والصفحات الرياضية في الصحف المكتوبة الأليكترونية .
إني – وأقسم بالله – أرى شرا مستطيرا يحلق فوق رؤوسنا جميعا, يستدعي وقفة للمجتمع المصري بكل مكوناته الحزبية والمجتمعية والاعلامية والثقافية , بقيادة الدولة المصرية بكل مؤسساتها الأمنية والتشريعية والقضائية , للقضاء بقوة حسم على هذه الشرور قبل أن تستفحل , وتصبح القذارة وقلة الأدب هي القاعدة , وغير ذلك استثناء .

3-4 كلمة :
مطلوب القبض على مترجم الاتحاد المصري لكرة القدم , الذي تجاهل ترجمة سطر ” نهائي بطولة الأبطال الافريقية لكرة القدم , في الرسالة الموجهة من الاتحاد الافريقي لكرة القدم , والتحقيق معه بتهمة الاساءة للدولة المصرية , والاعتذار لرئيس ومجلس ادارة الاتحاد المصري لكرة القدم , لأنهم أثبتوا أنهم ليسوا متخصصين في علم الترجمة !!.
حامد عزالدين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى