أدب

أفكّرُ بكلِّ شيءٍ

 

شعر/هنيبعل كرم

وأنا أقتلعُ العلّيقةَ من جدارِ البيت…

أفكّرُ بالهواء

كيف يهربُ من القاذورات في أفواهِ

رجالِ السّلطةِ والمالِ والجنس،

بالغربةِ تطلُّ فوقَ عتبةِ الدّار،

بالحياةِ المأزومةِ القِيمِ على سطحِ هذا الجماد…

أفكّر بهذا الجمادِ وأنا أطبعُ ابتسامتي الأخيرةَ

فوقَ الشّاهدِ الصخريِّ بلغتي الآراميّةِ الوحيدة،

تغريني فكرةُ ما سيُتلَى

حينَ أقفُ وراءَ الذين اعتنَوا بربطاتِ أعناقِهم

عنايتي ببندقيّةٍ خبأتُها تحت عريشةِ البيت!

الآنَ… يتعبُني جِلدي،

هل أكونُ حيّةً ككلِّ الأفاعي التي هنا،

أتشمّسُ في خلفيّةِ لوحةِ “الموناليزا”

وأشمتُ بالوضعاءِ بين يديّ الله،

على وسادةٍ من ريش؟

يتعبُني دمي،

هل أكون نزيفًا يزيدُ النّهرَ هديرًا

في الرّحلةِ إلى جيبِ فقيرٍ يغنّي؟

يتعبُني صوتي،

هل أكونُ سَحابًا في أبجديّةٍ هَوَتْ أمامَ

لغاتٍ لم ينطقْ بها الأنبياء؟

أفكّرُ بالحالمين، بالرّومانسيين،

بالمشدودينَ إلى ساقٍ تديرُ العالمَ

وتلدُ الأساطيرَ لكي يكونَ للقيامةِ معنى!

أفكّرُ بقيمةِ أيّ شيء…

لوني صلصالٌ لِحَبٍّ يدوسُهُ اليباس،

أصابعي أسنانُ تنّين،

وأظافري هذي العلّيقةُ تنهشُ الجدار…

الآنَ أفكّرُ، وغدًا أمرُ…

أَجِرْني، يا اللهُ، من الدّماء،

دماء الثّعالبِ

تنطُّ فوقَ بندقيتي

تحتَ عريشةِ البيت…

قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، ‏وقوف‏‏ و‏عزف على آلة موسيقية‏‏

 
 
 
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى