مقالات

بضاعة أتلفها الهوى

بضاعة أتلفها الهوى 

يحي خليفه 

وما يثير الدهشة والتعجب الشديد. ذاك الاختلاف الكبير بين الكثيرين على مستوى أداء الفريق الذي لا يرقى إلى مستوى ارتفاع أسعار لاعبي الكرة المحترفين الذين وفقًا لتحليل استوديوهات التحليل الكروي يأخذون مبالغ باهظة لا يستحقونها ولا يعطون للكرة بجنيه!! وما يرفع من درجة حرارة التعجب والدهشة أن من يطرحون تلك المبررات هم أنفسهم الذين يرفعون من قيمة وشأن هؤلاء اللاعبين لمجرد إحراز هدف أو صناعة هدف. أو التصدي لهدف، حينها يصبحون نجوم كرة لا يشق لهم غبار، ولا ينافسهم أحد في المكانة والموهبة.!!
 
للأسف منذ وعيت على الكرة والإعلام والصحافة الرياضية في مصر.. أرى أننا مع كل إخفاق لكرة القدم في شتى منافساتها ترتفع الأصوات تصرخ تنادي بأهمية وضرورة العمل على إصلاح وتطوير منظومة كرة القدم المصرية؛ لكى تواكب منظومة الكرة في كل أنحاء الدنيا. خاصة أن التطور فى منظومة الكرة العربية الإفريقية أصبح أمرًا واضحًا وملموسًا للجميع.
 
الغريب والطريف.. والمثير للضحك أن الإعلاميين الذين يطالبون بالتطوير وضبط منظومة كرة القدم المصرية هم أنفسهم من كانوا أعضاء مؤثرين في اتحاد الكرة، الذي أفسد حال كرة القدم المصرية، ومنهم من أجبر على الاستقالة بعد مهزلة كأس العالم ٢٠١٨. للأسف من أفسدوا الكرة ودللوا اللاعبين. ومن يستفيدون من سبوبة ارتفاع أسعار اللاعبين وانتقالهم بين الأندية. هم الذين يتكلموا عن النظام والانتظام وضبط المنظومة الكروية في مصر!! يا سيدي فتش عن الهوى والسبوبة.. فتش عن المصالح المشتركة. فتش عن فشل إدارات الأندية في إدارة منظومة قطاع الناشئين. فشل كبير وعظيم. فشل تعلمه جيدًا الإدارة. لكنهم يلتزمون الصمت حيال هذا الفشل؛ حتى لا يحملون أنفسهم توابع المشكلات الكثيرة التي تلقي بظلالها على كرة القدم بشكل عام.
 
الأندية تدفع ملايين الملايين للاعبين، مقابل تقديم مستوى فني يتناسب وتلك الملايين، لكن للأسف لا تحظى من اللاعبين بالمستوى الواجب عليهم والمطلوب منهم.. لماذا تدفع الأندية كل تلك اللاعبين في لاعيبة كسر. ؟! سؤال ضروري أن تجيب عنه إدارات الأندية.. الأهلي على سبيل المثال لديه نماذج عديدة للاعبين تم التعاقد معهم، ولم يقدموا شيئًا للنادي العريق. بلغ عددهم ما يقرب من ٢٢ لاعبًا. وذلك وفقًا لإحصائية أحد أهم خبراء الكرة المتابعين لكرة القدم في القلعة الحمراء. أين أبناء قطاع الناشئين في الأندية. لم يعد لهم وجود يذكر في الفريق الأول. فساد قطاعات الناشئين والفشل في إدارتها ألقى بظلاله على سوء مستوى الكرة المصرية.
 
لماذا لا نبحث عن حلول لإيقاف نزيف الأموال المهدرة التي يأخذها لاعبون دون المستوى؟.. أعتقد أن من أهم الحلول في هذا الأمر. فرض نظام قوي يلزم الأندية بربط نتائج الناشئين بالفريق الأول على غرار ما فعله حسن مصطفى مع كرة اليد المصرية. والنتائج والوصول للعالمية واضح وملموس على مستوى العالم. لماذا لا يتخذ اتحاد كرة القدم قرار مشاركة اثنين على الأقل من لاعبي فرق الشباب تحت ١٨ سنة ضمن الفريق الأول.. والأندية التي تخالف تلك اللائحة يخصم منها نقاط عن كل مباراة لا يشارك فيها لاعب من الشباب تحت ١٨ سنة. هذه حلول نقدمها لاتحاد الكرة المصري.
 
تلك الأفكار ومثلها وأكثر موجودة ومأخوذة مما فعله اتحاد كرة اليد للارتقاء والارتفاع بمستوى اللعبة التي حققت بطولات عالم للناشئين والشباب.. ودخلت ضمن العظماء السبعة لكرة اليد في العالم. من الآخر، من يريد الإصلاح سيجد له وسائل كثيرة.. لكن الهوى والملايين وسبوبة التعاقدات أتلفت حال كرة القدم المصرية. استقيموا يرحمكم الله.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى