Uncategorized

هل صار التجاهل من ضرورات الحياة؟

هل صار التجاهل من ضرورات الحياة؟

هل صار التجاهل من ضرورات الحياة؟

بقلم يحي خليفه

ينعت الشخص بالمسطول عندما لا يدرك ماذا يفعل ولا يدري ما يقول فهو أشبه بمن ألبس رأسه سطلا حجب عنه الرؤيا فلا يدري كيف يتحرك وأين يتجه لانه لا يرى شيئا خارج السطل وقد يكون المقصود من ذلك أن تصرفاته العشوائية وسلوكه المتناقض وحركاته غير المتزنة ناتجة عن فراغ ذهنه كحال السطل الفارغ وعلى العكس من ذلك تماما كثيرأ مايكون التسطيل او السطلان بسبب الامتلاء الزائد للذهن بهموم الحياة ومشاغلها فتفرغ لها وانشغل عن سواها ولكن النتيجة واحدة فتماثلت الاعراض على الوجهين .

يستخدم الناس هذه الكلمة الجارحة أحيانا عند التعامل مع الاشخاص البسطاء محدودي الذكاء الذين لا يتفاعلون مع الاحداث كما هو متوقع وكما يفعل الاشخاص العاديين مع ان الامور قد تصل بنا احيانا الى الحد الذي يجعلنا نغبطهم على ما هم فيه من تسطيل إن كانوا كذلك فعلا, ونراهم في نعمة ونتمنى ان نكون مثلهم ولو لبعض الوقت مع أن الوصف الأكثر دقة لهؤلاء البسطاء أنهم في راحة بال ربّانية .

وعلى كل حال, وإن كان للتسطيل بعضا من الفائدة فقد تكون بان ندخل انفسنا عمدا في نوبة نبدوا فيها مسطولين للخروج من ورطة فجائية او موقف محرج فقد يكون هذا الحل هو الامثل في مواقف كهذه ولو ترتب عليه بعض الاحراج فلا بأس بهذا الثمن.

وعلى غرار التسطيل هناك التطنيش وهو علاج فعال لا يستغنى عنه هذه الايام وتزداد الحاجة اليه اكثر من السابق بسبب كثرة ما يتعرض اليه المرء من مضايقات في كل مجالات حياته من بيته, للشارع ماشيا او راكبا, للاماكن العامة, لمكان العمل وفي كل مكان فلو تشنج الشخص واحتد من أجل كل صغيرة وردّ على كل تفاهة وإساءة يتعرض لها لتحولت حياته الى جحيم فلا يعلى على التطنيش وكظم الغيظ لمثل هذه المنغصات العابرة ولكن مثل هذا السلوك القويم وإن كان البعض أقدر عليه من البعض الاخر بالفطرة وبطبيعة تركيبتهم العصبية والنفسية التي خلقوا بها إلا أنه يمكن اكتسابه بتطويع النفس وتدريبها ومن خلال الخبرة وحث النفس على الالتزام بما ورد في كتابنا الكريم والتأسي بصفات المؤمنين الذين ان خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ولم يردوا عليهم بمثل سفاهاتهم .

هل صار التجاهل من ضرورات الحياة؟
يحي خليفه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى