Uncategorized

بنغلاديش تواجه أزمة الكهرباء بتدابير جديدة

تواصل الحكومة في بنغلاديش اتخاذ التدابير كافة لحلّ أزمة الكهرباء، ومواجهة نقص الوقود، وسط ارتفاع الأسعار.

وفي هذا الصدد، قال وزير الدولة للكهرباء والطاقة والثروة المعدنية، نصر الحميد، إن بلاده تدرس اعتماد نظام المناوبة لمصنّعي الملابس في محاولة لمواجهة الأزمة التي تواجهها البلاد، حسب الصحف المحلية.

وأضاف الوزير أن المقترح يتضمن مطالبة المصانع باختيار عُطَل مختلفة بدلًا من إغلاق جميع المصانع يوم الجمعة فقط، موضحًا أن الحكومة ناقشت المقترح مع كبار رجال الأعمال يوم الأحد 7 أغسطس/آب (2022)، ووافقوا من حيث المبدأ على المقترح.

وكانت البلاد قد فرضت عدّة إجراءات منذ الشهور الماضية ضمن مساعيها لحل أزمة الكهرباء، بداية من فصل الأحمال إلى إغلاق محطات الوقود يوم واحد في الأسبوع، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

تخفيف الطلب على الكهرباء

يتوقع وزير الدولة للكهرباء والطاقة والثروة المعدنية، نصر الحميد، أن نظام الإجازات الدورية لمختلف المناطق الصناعية قد يخفف الضغط على الطلب على الكهرباء والوقود.

أزمة الكهرباء
مصنع للملابس في بنغلاديش
للملابس الجاهزة في العالم بعد الصين، إلى قطع التيار الكهربائي للحفاظ على احتياطيات الوقود، وسط تقلبات أسعار الطاقة التي سبّبتها الحرب الروسية على أوكرانيا.
  • كما بحثت مع المقرضين متعددي الأطراف على حدة، بما في ذلك صندوق النقد الدولي، للحصول على قرض لدعم احتياطيات النقد الأجنبي، إذ تشهد ارتفاعًا حادًا في تكلفة وارداتها.

ومن المتوقع أن يوفر الإجراء المقترح قرابة 550 ميغاواط من الكهرباء يوميًا، إذ امتد انقطاع التيار الكهربائي إلى 3 ساعات على الأقلّ في بعض المناطق.

ارتفاع أسعار الوقود

يأتي ذلك بعدما أعلنت الحكومة -مؤخرًا- ارتفاع أسعار الوقود بنسبة 52%، وهي قفزة قياسية أدت إلى إثارة الاحتجاجات والمظاهرات في الشوارع.

وبعد مدة وجيزة، رفع السائقون أجور الحافلات، وزاد ذلك من سخط المواطنين.

وسبق أن أرجع الوزير سبب تفاقم أزمة الكهرباء إلى الأسعار العالمية المتقبلة، والتي أجبرت بلاده على عدم استئناف شراء شحنات الغاز المسال من السوق الفورية.

وكانت الحكومة قد توقفت عن شراء شحنات الغاز الطبيعي المسال الفورية في يونيو/حزيران (2022).

واستوردت بنغلاديش نحو 30% من الغاز المسال على أساس فوري في عام 2022، انخفاضًا من أكثر من 40% في عام (2021)، وفقًا لبيانات بلومبرغ إن إي إف، التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وأشارت وزارة الطاقة إلى أن رفع أسعار الوقود يهدف إلى التصدي لمشكلة تهريب الوقود، وتقليل الخسائر التي تكبدتها شركة بنغلاديش للنفط، التي تديرها الدولة، التي تجاوزت 8 مليارات تاكا (85 مليون دولار) خلال المدة من 22 فبراير/شباط إلى 31 يوليو/تموز (2022).

(تاكا بنغلاديشية= 0.011 دولارًا أميركيًأ)

أزمة الكهرباء
تزويد دراجة نارية بالوقود داخل محطة في بنغلاديش

اندلاع الاحتجاجات

في المقابل، أسفرت الزيادة الحادة في أسعار الوقود ببنغلاديش عن اندلاع الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد.

وأحاط المتظاهرون الغاضبون بمحطات الوقود في مختلف المناطق؛ للمطالبة بالتراجع عن الزيادة غير المتوقعة في الأسعار.

وأعلنت حكومة رئيسة وزراء بنغلاديش الشيخة حسينة عن الزيادة، يوم الجمعة 5 أغسطس/آب (2022)، وارتفع بعدها سعر الديزل بنحو 34 تاكا للّتر ، والبنزين بقرابة 44 تاكا.

  • ذكرت وسائل الإعلام المحلية أن هذه الزيادة في أسعار الوقود هي الأعلى منذ حصول البلاد على الاستقلال.

ونُشرت عدّة مقاطع فيديو في تويتر تُظهر المواطنين يصطفّون داخل محطات الوقود في وقت متأخر من الليل لملء خزّاناتهم.

 

تداعيات أسعار النفط

قال خبراء اقتصاديون، إن الارتفاع الهائل في أسعار النفط سيضرّ بقطاعي النقل والزراعة في البلاد.

وأوضح مدير قسم الأبحاث في مركز “بوليسي ديالوغ”، خوندكر غلام معظّم، أن ارتفاع تكاليف النقل سيضرّ بالمواطنين، معربًا عن قلقه من ارتفاع التضخم.

وظلت معدلات التضخم في بنغلاديش مرتفعة خلال الأشهر القليلة الماضية، وبلغت 7.48% في يوليو/تموز (2022)، بانخفاض طفيف عن الارتفاع القياسي في يونيو/حزيران (2022).

ويرى (معظّم) أن ارتفاع أسعار الوقود مرتبط بمطالبة بنغلاديش الأخيرة للحصول على قروض من مقرضين متعددي الأطراف، وغالبًا ما يعارضون الدعم الحكومي في قطاعي الكهرباء والطاقة.

وطلبت حكومة بنغلاديش في يوليو/تموز (2022) من صندوق النقد الدولي الحصول على قرض لأول مرة منذ عقد، إذ اضطرت البلاد إلى فرض تدابير للحدّ من استخدام الوقود، وسط ارتفاع معدلات التضخم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى