Uncategorized

حامد عز الدين يكتب..التفسير العلمي لمرض “كراهية الأهلي “

 

بقلم رئيس مجلس التحرير

كلما مر الوقت تتأكد لدي قناعة , بأن مشكلة النادي الأهلي على مدار تاريخه الطويل , هي نجاحاته وانجازاته القياسية التي تجعل المنتمين إليه يشعرون بالزهو والفخر , لكنها في الوقت ذاته تدفع بعضا من كارهيه وجزءا من المتنافسين معه إلى إظهار كل أعراض الدونية , او ما يعرف في علم النفس بعقدة النقص . وفي معجم المعاني الجامع كلمة دون تعني الخسة والدناءة . أما تعريفها في علوم النفس فهي الشعور العميق والمستمرّ عند الفرد بدونيّته وعدم كفايته وانحطاط قدره، وهي عقدة نفسيّة تنشأ عن الصّراع بين النُّزوع إلى التميُّز، والخوف من التثبيط الذي كان الفرد قد عاناه في الماضي وفي حالات مماثلة . ويعبّر مفهوم عقدة النقص عن وجود مجموعة من المشاعر والأفكار التي تجعل الشخص يظنّ بأن الآخرين أفضل منه، كأن ينظر لهم بأنهم أكثر إنجازاً وأكثر جاذبية وأكثر سعادةً منه أو أكثر قدرة على جذب الانتباه والحصول على احترام الآخرين، وعادةً ما تتجلى عقدة النقص بالتبعية والعاطفية والشخصية الاعتمادية والانعزالية في نفس الوقت .
نواجه جميعنا في كثير من المواقف لحظات من التردد وقلة الثقة بالنفس والشعور بعدم الكفاية، خاصةً عندما نشعر بأننا غير مؤهلين لأمر ما في حياتنا الخاصة أو المهنية، كأن نقارن أنفسنا بالآخرين أو نحمّل أنفسنا فوق طاقتها؛ إلا أنها في الغالب مشاعر مؤقتة لا تلبث أن تزول عندما نتذكر الأشياء الجميلة في حياتنا ونذكّر أنفسنا بنقاط القوة الكامنة لدينا . لكن بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من عقدة النقص، فإنّ هذه اللحظات تكون مستمرة، إذ يشعر الشخص بتدني الذات بشكل مستمر، ويبدو له وكأنه أقل من غيره، وينتقد نفسه باستمرار، وهو أمر يمكن له أن يحدّ من سعادة الشخص واستمتاعه بحياته. وهناك نوعان رئيسيان لحالة الشعور بالنقص والدونية , الأولى عقدة النقص من النمط الأولي الذي يبدأ في الطفولة كنتيجة للشعور بالعجز والمقارنة بشكل سلبي من قبل الأهل مع الأطفال الآخرين.
أما الثانية فهي عقدة النقص من النمط الثانوي وهي تحدث في مرحلة البلوغ، وهو امتداد لمشاعر آتية من مرحلة الطفولة، يتجلى هذا النوع في وجود تدني لاحترام الذات، ويزداد سوءاً عندما لا يتمكن الأشخاص من الوصول إلى تحقيق أهدافهم في الحياة بعد، ولا يمكنهم تحقيق ما يخططون له، بسبب ظروف خارجة عن إرادتهم أو لقلة الموارد أو التسويف الذي يعطل الشخص عن فعل الشيء الذي يحب أن يفعله .
أما علامات وأعراض عقدة النقص والشعور بالدونية, فأولها تدني احترام الذات والثقة بالنفس ولا يمكن القول أن تدني احترام الذات سبب لعقدة النقص أو نتيجة لها، وإنما هو شكل من أشكالها ومظهر من مظاهرها، ملازم لها في جميع الحالات . كما يتميز الفرد الذي يشعر بدونية بنمط تفكير سلبي يجعله يركز دائماً على الجوانب السلبية من كل ما يمر في حياته، ويدخله هذا في حالة من الكآبة المستمرة والشعور بالعجز، ما يدفعه لاستجرار المزيد من الأفكار السلبية . و لن يستطيع الشخص الذي يشعر بالنقص والدونية التعامل مع محيطه بشكل طبيعي، وقد تكون ردة فعله سلبية ومسيئة على بعض التصرفات العادية التي يقوم بها الآخرون، وذلك لأن تفسيره لهذه التصرفات يرتبط بشعوره العميق بالنقص .
و إذا اتفقنا أن عقدة النقص والشعور بالدونية تنتج عن وتسبب شعوراً بعدم الكفاءة؛ غالباً ما يلجأ الشخص الذي يعاني من عقدة النقص لأشكال الابتزاز العاطفي لأنه لا يعتقد أنه سيحصل على الاهتمام دون سبب، فيقوم بالبحث عن الاهتمام عن طريق التظاهر بالمرض أو الاكتئاب أو عن طريق التحدث إليهم بشكل مستمر وفرض نفسه عليهم .
وغالباً ما يكون الفرد الذي يعاني من مشاعر الدونية غير قادر على تقبل كل ما يوجه له من مجاملات وانتقادات، وذلك لأن تفسيره للانتقاد أو المجاملة أو حتى المديح هو تفسير سلبي منطلق من شعوره بالنقص .
أما أسباب عقدة النقص والشعور بالدونية , فيمكن تلخيصها في نشوء الطفل في بيئة اجتماعية قاسية أو تعرضه للإساءة من محيطه الاجتماعي، أو حتى أن يعيش في ظروف قاسية مثل الفقر الذي يؤدي للمعاناة من التمييز الاجتماعي والطبقي . والسبب الثاني وجود اضطرابات ومشاكل جسدية تؤثر على نظرة الفرد لنفسه ضمن محيطه ، أو وجود عيوب جسدية مثل ملامح الوجه غير الجميلة أو عيوب الكلام مثل التعلثم كذلك فان تكرار الفشل في تحقيق النجاح ومقارنة الانسان لذاته مع هؤلاء الناجحين والمتفوقين يؤدي الى تعميق عقدة الدونية لديه سواء كفرد أو كمجموعة .
والمصيبة هنا ان المصابين بعقدة الدونية على استعداد دوما للقيام باي فعل مهما كان غريبا أو مرفوضا أو غير مستساغ , للفت الأنظار اليهم , وكسر كل القواعد , أو حتى إيذاء أنفسهم لكي يشير اليهم الناس ويرددوا أسماءهم , ولو كان ذلك على سبيل التندر بهم والسخرية منهم . فمرضى الدونية على استعداد للسير عرايا في الشارع لو كان ذلك هو الحل للفت الانتباه إليهم .
برجاء اعادة قراءة المقال مجددا , وستجدون التفسير العلمي لحل الألغاز لكل من يجاهر بعدائه للأهلي وكراهيته لكل ما هو أهلوي , دون ان يكون للأهلي ذنب في اصابتهم بالدونية , إلا اذا كانت النجاحات المتتالية لمؤسسة الأهلي سببا في اعتلالاتهم النفسية .
3-4 كلمة :
———–
ليتها تعود تلك الأيام التي كان فيها اللاعب بمجرد اعتزاله , يبحث لنفسه عن مصدر رزق ثابت طبقا لمؤهلاته العلمية ومواهبه حتى لو كان ادارة محل لبيع البط والدجاج !.
حامد عزالدين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى