لست مُخلدا

 

بقلم د_آية طارق

أن تكون إنساناً ليس سهلاً ،عليك أولاً أن تصعد درج الإنسانية ، كما يمكن ان تكون بشرياً وهذا إيضاً ليس بأمر سهل ولكن ليس صعباً ،فهنا يجب التعلم التفريق بينك وبين إي مخلوق أخر ،وإدراكك الكامل أنك مخلوق مميز يعقل ،وهنا يوجد زر الأختيار وهو الصواب أو الإخفاق بمساعد العقل .

أما ان تكون إنساناً ليس سهل علي الإطلاق فهنا القلب والضمير يتحكمان في جسدك وأفعالك ،
فستجد القلب يتنفس رحمة ينتج عنها الإحسان ثم العرفان ثم تعلو إلي الإنسانية ؛ إما الضمير فهو القاضي الناهي والحاكم عليك ،قاضي قوي عادل عند اشحانه إيماناً .

تخيل معي عزيزي القارئ عضو وشعور عند توظفهم رحمة وإيمان يخلقان الإنسانية فتصبح تاجاً لك وحماية دنياوية .

الإنسانية هي الامانة والعرفان لله الخالق المبدع ،تجعلك لاتفسد في الدنيا عموماً وفي الأرض خاصة .
تجعلك تحرم الدماء عليك تصدك عن أذي عباد الله ،لله مهابة وعظمة تجعلك تخشاه .

عندما تجرد من الانسانية يطلق عليك لقب الوحش عديم الرحمة ولكن متكلم أوناطق .

فهناك وحوش بشرية يتاجرون في الآلام والدم ويستلذون في نزع الراحةلغيرهم ،ووحش ناطق هم دايماً ألسنتهم كسيف تقطع ولا تصل جافة ،أشغلتهم الكلام الزور والطعن في العِرض والفتن وتكفير وتحريم .

ما هو السبب الأساسي هل نقص الإيمان أم الغضب المتوارث ؟!
لكن السؤال الاهم ما الفائدة ان تكون بشراً مجرد من الانسانية وتعلم إيضاً أنك فاني لست مخلد في الدنيا ما المستفاد ان تنزع الراحة من حولك ؟!.

دائماً يطرق علي عقلي الأسئلة من تلك الأفعال المنحرفة عن فعل الانسان الأساسي وهو عبادة الله وتعمير الأرض ولا يخلق فيها الفساد هكذا مكلف.

هل الهدف السيطرة والقوة والغني ؟! لكنك فاني وجودك مؤقت بصراحة هدف أدني من الضعيف .

ام تعاند الله ؟!

الإنسانية شعور نوراني سماوي عظيم يأتي من تعلم الإيمان وحب الله ودراسة فنون الخير ،لتكن درعاً من فجعات الدنيا وشرورها وتقلب الزمن ،ورصيداً للآخرة .
أعشق هذه الآية الكريمة فهي دائماً نصب عيني

قال الله تعالي :
‏‪يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [النساء : 1] ‬

‏‪كُن أنساناً ولاتكن بشراً عادياً ينشر في الأرض الفساد واترك الحرية للأخر و دع الحياة تسري بسلام ولا تهتم بتكفير الناس وتحريم أفعالهم أو معتقدهم ،لا تكون سبباً محزن أو مضايق في حياة شخص أخر لست ضامن جنة ياعزيزي فأنت فاني وكلنا راحلون .