Uncategorized

الزواج مرة آخرى من كتاب الطلقة التانية

 

بقلمي/د.هبه الببلاوي

بعد الطلاق يسعى كلاً منهما للزواج مرة أخرى, تلك غريزة الكائنات الحية وطبيعة الحياة وفطرة الله التي جعلت الكائنات الحية تتزواج, وهنا نجد أن الزواج ليس فقط لإشباع غريزة جسدية بل لتشكيل أسرة وإقامة تعاون مشترك بينهما والعيش معا حسب الأسس والقواعد الأخلاقية والمجتمعية وتكوين أسرة وإنجاب الأطفال وتربيتهم للحفاظ على النسل البشري والمجتمعي من الإنقراض وإستمرار الحياة البشرية. ورغم مساوئ الطلاق الأول إلا أننا نجد السعي وراء الزواج مرة أخرى وكأن شئَ لم يحدث ولعل السبب في السعي للزواج بعد الفشل هو حب جديد يقع فيه رغم صدمة الفشل الأولى إلا أن القلب مستعد للنبض مرة أخرى إذا وجد الشخص المناسب الذي يمتلك الصفات المتوافقة معه، والذي يشعر بأنه سيعوضه بالحب والحنان عما حدث، فلا يوجد شخص يستطيع رفض الشعور بالأمان والراحة والحب مهما كانت تجربته الماضية صعبة.

كما أن الحاجة إلى العلاقة الحميمة أمر هام جداً، ويمكن أن يكون هذا الاحتياج أحد الدوافع القوية للزواج مرة أخرى بعد الانفصال، ويمكن أن يساعد هذا الاحتياج في التخلص من المخاوف والهواجس التي تطارد الرجل أو المرأة من الزواج الثاني. وأحياناً إلحاح الأهل والأصدقاء له دور كبير في إقدام الشخص على خطوة مثل قرار الزواج مرة أخرى من خلال الإلحاح والترغيب، بل وترشيح شخص ما.

والشعور بالوحدة القاتلة التي يمكن أن يشعر بها أي شخص بعد الانفصال عن شريكه السابق تدفعه إلى محاولة التخلص منها عن طريق البحث عن بداية جديدة مع شخص آخر، يمكن أن ينجح معه في بناء الأسرة التي يحلم بها. ورغبة الفرد في الأمان حيث أن السائد أو ربما من المعتقدات التي دائماً ما تطارد الإنسان هي عدم الشعور بالأمان لمجرد أنه يعيش بمفرده ويعتقد بأن وجود سند يشاركه أفراحه وأحزانه هو من يساعده على الشعور بالأمان.

ونظل نبحث عن السعادة وفي إعتقادنا أن السعادة في الزواج ولا نعلم أن تلك الكلمة لا تعني اقتران الرجل أو ارتباطه بالمرأة فقط, بل تعني اتفاق بين الرجل والمرأة على العيش معاً، وفق شروطٍ ومعايير عديدة، ولأن الزواج خُطوة مهمة لتأسيس المجتمعات البشرية وجب علينا دراسة الأمر جيداً وإختيار كيان وفكر وعقلية شريكتك أو شريك حياتك لبناء مجتمع سوي في ظل جو من المحبة والسكينة.

ووفق هذه العلاقة يتحمل كلا الطرفين المسؤوليات والواجبات تجاه بعضهما البعض، كما يتصرفان في علاقتهما وحياتهما الزوجية وفق معايير بينتها الأديان والأعراف الاجتماعية وحددها المنطق، كي لا نخوض معركة الطلقة التانية التي غالباً تأتي بعد ازهاق نفسية كلا الطرفين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى