Uncategorized

“ضمرة بن جندب ” رضي الله عنه

الشيخ رضا الخولى ..المنوفيه

لم يستطع “ضمرة بن جندب ”رضي الله عنه أن يتحمل مشقة السفر وحرارة الصحراء فظل في مكة مرغمًا.
ولكنه رضي الله عنه لم يتحمل البقاء بين ظهراني المشركين، فقرر أن يتحامل على نفسه ويتجاهل مرضه وسنه.

وبالفعل خرج ضمرة بن جندب رحمه الله، وتوجه إلى يثرب، وأثناء سيره في الطريق اشتد عليه المرض، فأدرك أنه الموت، وأنه لن يستطيع الوصول، فوقف رحمه الله وضرب كفًّا على كفٍّ، وقال وهو يضرب الكف الأولى:

اللهم هذه بيعتي لك

ثم قال وهو يضرب الثانية:

وهذه بيعتي لنبيك

ثم سقط ميتًا ..

فنزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم يخبره بما حدث لضمرة، ثم نزل قول الله تعالى:

‘ ﻭَﻣَﻦ ﻳَﺨْﺮُﺝْ ﻣِﻦ ﺑَﻴْﺘِﻪِ ﻣُﻬَﺎﺟِﺮًﺍ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟﻠّﻪِ ﻭَﺭَﺳُﻮﻟِﻪِ ﺛُﻢَّ ﻳُﺪْﺭِﻛْﻪُ ﺍﻟْﻤَﻮْﺕُ ﻓَﻘَﺪْ ﻭَﻗَﻊَ ﺃَﺟْﺮُﻩُ ﻋَﻠﻰ ﺍﻟﻠّﻪِ ﻭَﻛَﺎﻥَ ﺍﻟﻠّﻪُ ﻏَﻔُﻮﺭًﺍ ﺭَّﺣِﻴﻤًﺎ ”
النساء ١٠٠.

فجمع النبي أصحابه وأخبرهم بشأن ضمرة وقال حديثه الشهير، الذي هو الحديث الأول في الأربعين النووية:
( إنما الأعمال بالنيات،…الخ)

فحاز ضمرة شرفًا لم يحزه غيره بأن نزل فيه قرآن وسنة، رغم كونه لم يصل إلى المدينة.

الطريق الى الله طويل، لايشترط أن تصل إلى آخره، المهم أن تموت وأنت فيه.
العمل مع الله لا يشترط فيه أن تصل للهدف، ولكن يكفيك أن تموت وأنت تعمل وتسير في الطريق إليه مادامت نيتك لله …
وأعظم الشهداء عند الله شهداء معركة بدر لم يروا قيام الدولة الإسلامية في المدينة.

حافظوا على مسيركم إلى الله فالقلوب ضعيفة والفتن خطافة. اللهم سير قلوبنا الى طاعتك
وأحفظنا من الفتن ماظهر منها ومابطن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى