Uncategorized

السيناريو المفقود

بقلم عبير مدين

قد لا تصدق أن أكثر الأشخاص رومانسية هم أتعس البشر!، هؤلاء الذين ينشدون الكمال ويطلقون العنان لخيالهم لكي يضع سيناريوهات الفعل و رد الفعل في كل العلاقات التي يدخلون فيها، الرومانسي دائما يتخيل رد الطرف الآخر يتخيل نظراته ابتسامته كلماته بطريقة تسعده وتشبع احتياجاته ونظرا لاختلاف الطباع و الثقافات تأتي النتيجة غالبا مخيبة للآمال فيصاب بإحباط دائم لأنه لا يجد من يفهمه ويسير على نفس نهجه.
لذا هو يعيش الحرمان ربما في انقى صوره والكارثة الكبرى تكون حين يدوس على كرامته و كبريائه و يصارح الطرف الآخر بإحتياجاته ويضع الخطوط العريضة للعلاقة فتزيد خيبة الأمل أكثر وأكثر و تتحطم أحلامه على صخور الواقع عندما يسمع أعذارا معظمها كاذب أو لا يجد استجابة أو حين يسخر الطرف الآخر منه.
لا تلوموه على أحلامه و توقعاته أن يبادله الآخرون نفس المشاعر، نفس الاهتمام، ونفس التقدير بنفس القوة. ولا تتعجبوا من حاله لأن مع تكرار الخذلان والخيبات غالبا يقرر الإنسحاب بهدوء من تلك العلاقات لأنه يكره تسول المشاعر و يأبى أن يكون على الهامش.
هذا السيناريو المفقود في حياة الرومانسي هو محور حياته البعض سعيد الحظ يجده والبعض إن لم يجده يحيا بلا حياة، بلا نبض و البعض الآخر لا يعرف اليأس يظل يبحث ويبحث عمن يفهمه لآخر يوم في عمره وهناك من يأس وطوى صفحته إلى الأبد و بحث عن سيناريو بديل يعيشه ويشبع به احتياجاته فتجده يبدع في صياغة تلك المشاعر على الورق روايات و اشعار ثم يجثو باكيا في محراب مشاعره المقدسة ويمارس طقوس الحزن بكل إخلاص وانت تظنه يعيش بلا مشاكل ينعم بكل النعم لدرجة تدعوك لحسده وتتمنى لو تكن مكانه والحقيقة المذهلة انه ربما هو من سوف يحسدك ويتمنى لو كان مثلك يملك القدرة على التكيف مع الواقع.
الخلاصه لا تنخدعوا بما يظهره الآخرون من سعادة و ضحكات رنانة ربما كانت ستارا لآلام لا حصر لها وأنين لا ينتهي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى