Uncategorized

زنزانة القوة

بقلم:_ نهى فوزي حمودة

تسلحت بالقوة وبحثت المشاكل من منظور عقلاني، تتمعن في الأمور قبل إتخاذ القرار،تدقق في الأوضاع قبل إصدار الحكم.
فظهرت للجميع فتاة ناضجة رغم صغر سنها، حكيمة رغم قلة تجاربها، أصبحت أمام الجميع فتاة بعقل حكيم وقدرة على التحكم في الذات وضبط النفس طوال الوقت، كانت هي الفتاة العاقلة كما يقال.
لكن هل كونها تتمع بالعقل والحكمة في إدارة الأزمات لا حق لها في التأثر بمجريات الأمور، هل يعني هذا عدم قابليتها المرور بمواقف ضعف وتشتت هل حكم عليها العقل والحكمة بالسجن مدى الحياة في زنزانة القوة والصلابة؟؟
بالقطع لا. حتى وإن رأي الجميع أن قدرتها على التحمل أمر دائم وأن عقلها لابد وأن يتسيد الموقف دائما.
هي فتاة متعها الله بالعقل والحكمة لكنها خُلقت أيضا بإحساس مرهف وقلب رقيق تتألم من الأشياء أسهلها وتعاني من الكلمات أقلها حدة. فتاة يأخذها الوقت لأحلام سعيدة تمنت بها الراحة تمسكت خلالها بالعاطفة متجردة من العقل وأحكامه، ودت ولو لمرة واحدة أن تسنح لها الفرصة لتعيش أحلامها الوردية دون التقيد بتلك السمة التي ألقت بها في زنزانة القوة وحرمت عليها الشكوى.
تلك السمة الحسنة في أعين الجميع قد تكن نقمة عليها ما إن أرادت الشكوى ولا تجد من يسمع فالجميع يرى أنها لا يمكن أن تشكي فكيف لفتاة تسلحت بالقوة والعقل ان تتأثر بمجريات الأمور متناسين أنها إنسان وأنها مهما زادت قوتها ستظل فتاة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى