تقاريرسياحه وآثار

الشماع يطالب بوقف أوبرا “توت عنخ إمن”…ما الأسباب ؟

متابعة نصر سلامة

طالب المؤرخ وكاتب المصريات بسام الشماع بوقف أوبرا “توت عنخ إمن” المزمع عرضها قريبا والتي قام د. زاهي حواس وزير الآثار الأسبق بتأليفها، وجاء طلب الشماع لأسباب تتعارض مع جميع المصادر التاريخية.

 

هذا العمل الفني جاري إعداده بالمشاركة بين مصر و ايطاليا وسوف ينتج عنه ضرر سلبي نتيجة بعض الإضافات التي يعرضها ويسجلها المؤرخ بسام الشماع قائلا:
علمت من بعض المواقع الإخبارية مثل موقع
The Art news paper
وموقع إيچيب تو داى وموقع إيچيب إندبينديد
بأن هُناك أوبرا كتبها د. زاهى حواس بشأن توت عنخ آمون و معها بعض التصريحات و التفاصيل عن مضمون هذه الأوبرا.
وأنا أسجل وأوثق إعتراضى ( هذا الاعتراض نابع من خبرة ٤٠ عاماً من قراءة التاريخ و دراسة الأثار و اعداد ٥٥ كتاباً وموسوعة بإسمى: “موسوعة البسام”).
أولاً:
أسجل إعتراضى على القصة وأحداث هذه الأوبرا التى سوف تكون أوبرا عالمية مصرية إيطالية،
وسوف يفرد لها الإعلام الكثير من المساحات.
هذه الأوبرا، ولو صح ماقد ذُكر فى المواقع الثلاث المذكورة أعلاه، فسوف تكون بمثابة الكارثة الحضارية التاريخية من وجعة نظري لأن بها من أحداث مُختلقة من وحى خيال كاتب الأوبرا المصرى.
ومن ضمنها، كما ذُكر على لسانه فى المواقع المذكورة، أن “نفرت إيتى” سوف تحاول إغتيال وقتل “توت عنخ إمن” بعد وفاة زوجها “آخناتون ” وتبؤها عرش مصر.
و أيضاً سوف يُحاول جنود كوشيين أفارقة إغتيال “توت عنخ إمن”، ولكن يقتلهم “حِر إم حِب” (حور محب) القائد ثم ينتصر “توت عنخ إمن” على الكوشيين الأفارقة.
وبمراجعة المصادر التاريخية يتضح أن هذه الأحداث خيالية لم تحدث ولا توجد أى نصوص مصرية قديمة على شقافات أو برديات أو جدران مقابر أو معابد أو أى أثر معروف حتى الآن مسجل عليه ولو ١٪ مما ذُكر فى كلام الكاتب المصرى للأوبرا.

كل هذه الاحداث ليس لها أي اساس من الصحة التاريخية، و هو ما يعتبر كتابة خيالية غير موثقة، وقد يكون تعقيب القائمين على الأوبرا أنهم لم يعتمدوا علي أحداث حقيقية وقاموا بعمل إضافات درامية لإنجاح العمل ربما يكتبوا هذا أيضا مع عرض الأوبرا.
و لكن فى حقيقة الأمر،و من واقع تجارب مثل أفلام عروس النيل، و الناصر صلاح الدين، و مسلسل كليوباترا، و فيلم الوصايا العشرة، كلها ترسخت فى أذهان الناس و العامة و الغير متخصصين لتصبح أحداثها حقائق تاريخية مدمغة فى أذهانهم.
و هو ما سوف يحدث مع هذه الأوبرا بالضبط.


ثانياً :
سوف نُعانى كما عانينا مع الأفلام السابق ذكرها، والتي اعتمدت علي ان الرواية تكتُب التاريخ،وهذا خطأ كبير، لأن التاريخ هو الذى يكتب الرواية
و يجب ان يكون ذلك بدون أى إضافات لإحداث وهمية تحت مظلة الحبكة الدرامية والبهارات على العمل الفني ليكون ناجحاً.
هذا كلام غير صحيح و مضلل و يثير البلبلة لدى الجميع ومن وجهة نظري يجب ان يخضع العمل الفني التاريخي لمصادر ووثائق ثابتة بدون أى إصافات أو قصص مُختلقة من قِبل المؤلف و المخرج.

ثالثاً:
ذكر كاتب الأوبرا المصرى أيضاً عبارة “التاريخ مُمل”؛ وهذا إتهام غير صحيح ولا يجب أن يصدر من أي قارئ للتاريخ المصرى المثير للغاية والجذاب جدا و إلا لم يكن ليؤَسَس عِلم بإسم بلده و هو علم المصريات، و لم يكن ليجذب العلماءوتصدر بإسمه مئات الكتب
و المراجع و الأفلام الوثائقية التي تسجل نسب مشاهدة عالية ، و إلا لم يكن هذا التاريخ “الممل” ليكون جذاباً لدرجة حضور ملايين السائحين سنوياً إلى مصر لمشاهدة أثارها و الإستماع إلى قصصة الموثقة من المرشدين السياحيين .
إن التاريخ المصري ليس مُمل وعلى صفة الخصوص الفترة التاريخية المتواجد بها شخصيات مثل “آخناتون”
و “نفرت إيتى”
و “توت عنخ إمن”
و “حِر إم حِب”،هذه الفترة بها الكثير من الإثارة والكثير من الأحداث الدرامية الحقيقية و التي حدثت على أرض الواقع.
إذن ، لماذا اختلاق قصص تسيئ إلى تاريخنا و تخلط الأمور على الناس و تظهرنا بشكل متعطش للدماء
و القتل من أجل السلطة و العرش.
بجانب، نقطة أخرى هل هذا العمل في صالح العلاقات المصرية الافريقيه.

المؤرخ و المحاضر وكاتب المصريات و المرشد السياحى عضو نقابة المرشدين و إتحاد الكتاب بسام الشماع.
المؤرخ بسام الشماع
المؤرخ بسام الشماع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى