مقالات

وَكُنْتِ أَنْتِ لا هُنَّ

وَكُنْتِ أَنْتِ لا هُنَّ 

 تامر إدريس

 

(قوية – مشرقة – واثقة – متواضعة – حالمة)
قوية أنتِ إذ سلبتني ذلك الخافق على مرأىً مِنِّي ومَسْمَعٍ، حَللت بتلابيبه دون استئذان، جرى حبك في شراييني مع الدماء بلا حسبان، غزوتني من الأعماق بلا جند ولا بالغ عتاد، خارت قواي بين يديك ورفرفت فوق الهام راية الاستسلام، لم أنهض لمجابهتك برهة ولانت في سبيلك قناتي على الدوام.
مشرقة أنت كالثريا بين اللآلئ الحسان، كبهاء الشمس حيثما حلَّ في قمر فاستضاءت به الأرجاء، محياك يبعث الحياة في ذراتي وينبت في وجداني غراس الهيام، آه من سحر ابتسامتك حينما تزين شفاهك فتؤجج الشوق بداخلي، وتدفعني للنهوض إليك.
واثقة أنتِ في سعيك الحثيث نحو امتلاكي، من أخامص قدميَّ إلى مفرق رأسي عليَّ الآن وقد كان مني، حربك الضروس أضنت جوانحي والفوز مضمون من أول نازلة فجولة بإصباح وجولة بهاجرة العود منك والسلم ناءٍ عني.
متواضعة أنتِ مولاتي دوما تأسرين الكيان دون أدنى جهد منكِ، تجذبينني بالكلية إليكِ، أجنُّ بكِ على المدى والعتب يطالني بديلا عنكِ، تفتر العزائم في مضمارك عزيز المنال وجميل الخصال مجموع لديكِ.
حالمة أنتِ بارتقاء لا يحيد عن النبل دربك قيد أنملة ولا يكسل ساعدك عن الجد مهما قست مسالكه، لا تأسين على ما فات ولا تفرحين بما هو آت والمآثر فيك دوما في ازدياد، لا الحزن يقعدك عن متابعة المسير صوب روافده ولا رهاب العثرات يثنيك عن منازلة بوائقه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى