منوعات

لقد ابتلعتُ سفركَ غصبًا- بتول دندشي

لقد ابتلعتُ سفركَ مرغمةً، وعلقَ وسطَ حَلقي.
لم يكن لديّ حلٌّ آخَر. إمّا أن أبقيه في فَمي، فأمنع عن الكلام، والإيماءات، والمَضغ. وإمّا أن أبلعهُ بسرعةٍ مع إغلاقِ فتحتي أنفي، كي لا أتذوّق طعمَه المقرف.
خذلني حَلقي.
خذلني مجرى التّنفس.
خذلتني قدرتي على ابتلاع الأشياء القاسيّة.
والآنَ أسيرُ بينَ الوجوهِ المرتّبة، مع انتفاخٍ في قصبتي الهوائية. يسألونني عن حالي، فأشيرُ بإصبعي الأزرق نحوَ رقبتي، أرفعُ ذقني قليلًا ” ها هو حالي “.
لقد ابتلعتُ سفركَ مرغمةً. وعلقَ على بابِ معدتي.
لا الأسيد الذي أعاني منه فتّته، ولا شربُ كمّية كبيرة من الماء على سبعِ دفعات.
أضغطُ عليهِ بأصابعي الصفراء. أفكّر في الرقص الشرقيّ أو تمرين المعدة، لكنّ قلّة الحيلة نخرت كلّ عضلةٍ في جسدي.
خذلني أسيدُ معدتي.
خذلني الماء.
لقد ابتلعني سفركَ عمدًا. لقد ابتلعتُ سفركَ غصبًا.
كانت اللّقمة كبيرة، وصادمة.
وعلقَت هنا..

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى