دين

موقف بكى فيه النبى و الصحابة

كتب/ جمال احمد حسن
قبر‬⁩ السيدة ⁦‪آمنة‬⁩ ⁦‪بنت‬⁩ ⁦‪وهب‬⁩ الزهرية ، ام النبي ﷺ فى الأبواء توفيت شابة في مقتبل العمر ، لايزيد عمرها عن 25 سنة ، ودفنت فوق جبل او تل بالابواء ، حتى يحفظ قبرها من جرف السيول .
قالت أم أيمن : هيا يامحمد .. عاوني نحفر قبر أمك .. والنبي عليه الصلاة والسلام يحفر ويبكي ، وأم أيمن تبكي وتصد بوجه النبي عليه الصلاة والسلام ، لاتريدُ أن ينظر إلى قبرِ أمه ، وضعوا السيدة آمنة في القبر ، وحثَّوا عليها التراب ، ثم قامت أم أيمن ممسكةً يد النبي عليه الصلاة والسلام قاصدةً الذهاب ، فيقول النبي عليه الصلاة والسلام وهو يبكي : أمي أمي ، أي لنأخذ أمي معنا !! لانتركها وحدها ، فتبكي أم أيمن من بكائه وكلام ذلك الطفل الذي جاء إلى الدنيا فاقدًا أباه وهو الآن يتيم للمرة الثانية بفقدِ أمه .
وبعد 55 سنة من تلك الحادثة ، والنبي عليه الصلاة والسلام يعود إلى مكة فاتحًا ، وراءهُ عشرات الآلاف من الصحابة ، يمر بمنطقة الأبواء ، ويعود شريط الذكريات المؤلم ، فيأمرُ الصحابة رضوان الله عليهم بالجلوس ، وبدأَ رسول الله عليه الصلاة والسلام ينظر في المقابر ، ثم تخطى القبور كأنه يبحث عن قبر ، حتى انتهى إلى قبر أمه ، فناجاه طويلا ثم ارتفع نحيب رسول الله عليه الصلاة والسلام فبدأ يبكي بكاءاً شديداً ، فلما سمع الصحابة رضوان الله عليهم ، بكوا لبكاء رسول الله عليه الصلاة والسلام ، ثم عاد رسول الله عليه الصلاة والسلام وهو حزين يبكي ، فتلقاه عمر بن الخطاب رضى الله عنه فقال : يارسول الله ، ما الذي أبكاك ، لقد أبكانا وأفزعنا ؟ فجاء حزينًا فجلس عند الصحابة وقال : أأفزعكم بكائي ؟ قالوا الصحابة .. نعم يارسول الله .. قال : إن القبر الذي رأيتموني أناجي هو قبر آمنة بنت وهب أمي ، وإني استأذنت ربي في زيارتها ، فأذن لي ، واستأذنت ربي في الاستغفار لها ، فلم يأذن لي فيه ، فأخذني ما يأخذ الولد للوالدة من الرقة فذلك الذي أبكاني ، فبكى النبي عليه الصلاة والسلام ، وبكوا الصحابة جميعًا ، حتى لم يُرَ يومًا بكوا فيه أكثرَ من ذلك اليوم .
فتح النبي عليه الصلاة والسلام مكة في ذلك اليوم ونصره الله نصرًا مؤزرا ، وبين زحامِ الناس ، هذا يبايع ، وهذا يعاهد ، وهذا يبارك ، رأى النبي عليه الصلاة والسلام عجوزًا طاعنةً في السن تمشي من بعيد ، وتقترب إليه ، حتى أصبحت عنده ، ثم بدأت تلك العجوز تنظر إلى النبي عليه الصلاة والسلام ، فلم تعد ترى جيدآ ، تتأمل في وجهه ، والنبي عليه الصلاة والسلام لايعرفها ، فقال : من هذه ؟ قالوا : هذه حليمة السعدية يارسول الله ، فبكى رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وحضنها ومسح على رأسها وقبل يدها ، فاستغرب الصحابة رضوان الله عليهم ، فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام : ما بكم ؟ هذه أمي .. أمي حليمة .. فخلع رداءهُ وفرشه لها وجلس معها ، والنَّاس حوله فقال : دعوني دعوني أنا وأمي ولو لساعة ، وكأنه يقول دعوني أحدِّثُها ماذا حصل بي في تلك السنين ، وأشكو لها ، دعوني أبكي أمامها دون خجل مثلما كنت أبكي عندما كنت صغيرا .. عليه اطيب الصلاة وازكى السلام
 
 
 
 
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى