أدب

قمري

اسامة مصاروه

قمَري يُطلُّ ويخْتفي
إذْ بالتَحيِّة يكْتفي
وأنا المُتيَّمُ والوَفي
كيفَ اكْتفي وَبِمَ احْتفي
قمري أنا لا أفْهمُ
فكثيرُ قوْلِكَ مُبْهمُ
بِعظيمِ حُبِّكَ تُقْسِمُ
فإذا بقلبِيَ يُظْلَمُ
دومًا تَغيبُ وترجِعُ
وأنا العليلُ المُوجَّعُ
وبِرُغْمِ هذا أسمَعُ
ما لا يُفيدُ ويشْفعُ
وأنا أحاولُ أنْ أعي
ما أنتَ فاعِلُهُ معي
أتراكَ تهوى أدمُعي
أمْ في غرامِكَ مصْرَعي
قمري هُنالِكَ مطْلَبُ
في الحُبِّ كمْ يتوجَّبُ
أضوى الفؤادَ تَغيُّبُ
أوْ رُبَّما تَتَهرَّبُ
قمري تُرى هلْ أسألُ
ما أنتَ لا تتَحمَّلُ
وَلَعلّني أتَدلَّلُ
وبِدونِ حقٍّ أعذِلُ
أتُرى لساني يكْذِبُ
وفقطْ بِظُلْمٍ يشْجُبُ
قمري الوصالُ مُحبَّبُ
منْ دونِهِ أَتَعذَّبُ
قمري فؤادِيَ مُرْهَقُ
ومِنَ الْحنينِ مُمَزّقُ
ومتى تُضيءُ وتُبْرِقُ
بشعاعِ نورِكَ يَخْفِقُ
قمري سبا قلبي الهوى
فلِمَ البعادِ لِمَ النوى
أترى فؤادي قد غوى
أمْ عِندَ ظالمَةٍ هوى
قمري مِزاجُكَ مُهْلِكُ
وَكَما تَرى لِيَ مُنْهِكُ
وأنا لِأجلِكَ أسلُكُ
سُبُلَ العذابِ وأضْحَكُ
فمتى حبيبي تُدْرِكُ
بِزمامِ أمرِيَ تُمْسِكُ
أمّا الفؤادَ فتملِكُ
لكنْ بُرودُكَ مُرْبِكُ
وجُحودُ قلْبِكَ جارِحُ
وبرودُ ردّكَ لافِحُ
معْ أنَّ قوْلِيَ واضِحُ
وبِما أُحسُّ أُصارِحُ
فتلومُني وتعانِدُ
وتقولُ إنٍّي الجاحدُ
ولِكلِّ أمرٍ ناقِدُ
عجبًا فربّي شاهِدُ
مَنْ في هواكَ يُطارِدُ
شَبَحَ النوى وَيُجاهِدُ
مَنْ للسَّكينةِ فاقِدُ
وعلى المواجِعَ راقِدُ
قمريط حياتي يا أنا
لك عِشْقُنا ماذا عنى
إنْ كانَ وصْلُكَ قد دنا
فهُوَ الْمُرادُ هُوَ الْمُنى
د. أسامه مصاروه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى