Uncategorized

” قراءات من المسرح الشعري في الشرق والغرب ” علي طاولة الأعلي للثقافة

متابعة – علاء حمدي
أقيمت ندوة ” المسرح الشعري في الشرق والغرب ” علي طاولة الأعلي للثقافة تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، عقد المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمي، ندوة “المسرح الشعري في الشرق والغرب”، والتي تنظمها لجنة الشعر بالمجلس ومقررها الشاعر أحمد سويلم بالتعاون مع لجنة المسرح ومقررها المخرج عصام السيد، وذلك في تمام السابعة مساء الأربعاء الموافق 12 أكتوبر الحالي بالمجلس الأعلى للثقافة.
وأقيمت الندوة بمشاركة عدد من المتخصصين، ومن بينهم: الدكتورة ريم البرديسي الأستاذ المساعد للأدب الإنجليزي بكلية البنات.. جامعة عين شمس، والشاعر والناقد المسرحي أحمد عبد الرازق أبو العلا، وأدار الندوة الشاعر أحمد سويلم، وتضمن الجزء الثاني من اللقاء قراءات من المسرح الشعري العربي.. أداها الشعراء: الدكتورة شيرين العدوي، وأحمد حسن، والسماح عبد الله، وعماد غزالي.
أكد الفنان المسرحي محمد الشافعي، عضو لجنة المسرح (بالنيابة عن مقرر اللجنة) إن تلك هي المبادرة الأولى في الموسم للتعاون بين لجنتي المسرح والشعر، مشيرًا إلى أن المسرح بدأ في العالم كله شعرًا.
وأوضح الشاعر أحمد سويلم أن المسرح الشعري من أصعب فنون الكتابة، فالشعر هنا تواجهه أزمة صعوبة الموازنة بين لغة الشعر ولغة الدراما، طارحًا عددًا من الأسئلة حول الأزمة العالمية للمسرح، وما آل إليه حال ذلك الفن العريق، قائلًا: أين المسرح اليوم!
وتحدثت الدكتورة ريم البرديسي حول المسرح الشعري في الأدب الإنجليزي المعاصر، مؤكدة أن المسرح الشعري في تعريفه البسيط مسرحية تستخدم لغة الشعر، وأن الشاعر المسرحي ينبغي أن يوازن بين لغة الشعر وبين أحداث الدراما في مسرحيته.
وأشارت إلى قلة عدد المتمكنين من الشعراء في كتابة المسرح الشعري، وكذلك قلة الممثلين المسرحيين والمخرجين القادرين على صنع مسرحيات شعرية.
وركزت على ذلك النموذج العالمي الأسطوري العبقري للمسرح، ألا وهو ليم شكسبير، كواحد من أهم كتاب المسرح العالمي، متسائلة: لماذا شكسبير بعد قرون من وفاته؟
وأجابت بأنه ما زال يجيا فينا من خلال أدبه الباقي بيننا، فقد كتب شكسبير أنواعًا كثيرة من المسرحيات، وكان قادرًا على ذلك بكفاءة وقدرة غير مسبوقة، وربما غير ملحوقة في المسرح الشعري، وكانت مسرحياته ترتكز على معاناة أبطالها من نقيصة معينة تؤدي إلى سقوطه، فاستبد بماكبث مثلًا الطموح الزائد الذي أورثه القتل، والملك لير كان التكبر سببًا فيما آل إليه مصيره، وهاملت كان مترددًا.
وألمحت البرديسي إلى أن العديد من مسرحيات شكسبير قد تحولت إلى أفلام سينمائية، مشيرة إلى أن شكسبير كان يستخدم الشعر والنثر معًا في المسرحية الواحدة، وأحيانًا يستخدم الإنجليزية الفصحى والدارجة، وأحيانًا كان يستخدم الفرنسية إضافةً إلى ذلك.
مختتمة حديثها بالقول إن المسرح أبو الفنون، ويستحق منا محاولة الحفاظ عليه والاهتمام به أكثر من ذلك.
وأشار الشاعر والناقد المسرحي أحمد عبد الرازق أبو العلا إلى أن معظم، إن لم يكن كل، الدراسات النقدية والأكاديمية العربية عندما تعرضت للمسرح الشعري توقفت عند أسماء محددة، وتجاهلت عددًا أكبر من أسماء الشعراء الذين كتبوا المسرح الشعري باقتدار.
وذكر أبو العلا أن الدراسات التي كتبت عن المسرح الشعري تعاملت مع النص المسرحي بوصفه أدبًا، وأهملت أن المسرح الشعري مرتبط بالسياق الاجتماعي والثقافي والسياسي، ومن ثم كان لا بد أن يطرح سؤال: هل استطاع المسرح الشعري وهو في حالة تفاعل مع هذا السياق أن يواكب المتغيرات؟ وكذلك لماذا لم يعد هناك اهتمام بتقديم نصوص المسرح الشعري على مسارحنا؟ منوهًا عن إشكالية الغنائية والدرامية وإلى أي مدى أثرت سلبًا في تحويل النصوص المسرحية الشعرية إلى مسرحيات تعرض على خشبة المسرح؟
ثم طرح سؤالًا عاصفًا: هل هناك ضرورة لبقاء وجود المسرح الشعري، أم أن تلك الضرورة قد انتفت في ظل التغيرات التي نلهث من أجل احتوائها، في عصر الإنترنت، والحياة السريعة!
وأكد أبو العلا أنه ليس كل نص مسرحي مكتوب شعرًا يصلح أن يمثل على المسرح لأن هناك نصوصًا تفتقد الدرامية، ولأن الممثل القدير بتمثيل مسرحية شعرية صار نادر الوجود، لما يعتمد عليه تمثيل المسرح الشعري من تمكن في اللغة والأداء.
ولا تقل مشكلة ندرة المخرجين القادرين على إخراج مسرحيات شعرية أهمية عن مشكلة عدم وجود ممثلين متمكنين، كما أن المسرح الشعري لم يطور نفسه منذ بدأ وحتى الآن تبعًا للسياق الفني.
واستشهد أبو العلا بمقولة الراحل الدكتور طه حسين حين قال عن مسرح شوقي: “شوقي أول شاعر في العربية كتب المسرحية الشعرية، ولكننا بدأنا في هذا الفن من حيث انتهى سوانا”، أي إننا بعد أن صار العالم لا يهتم بأن تكون المسرحية شعرية -وبعد أن أشعل إبسن ثورة التغيير في المسرح بالاعتماد على الكتابة النثرية، وغير المعتمدة على التراث، بل تلك التي تلمس واقع الحياة- فنحن نبدأ تجريب كتابة ذلك الفن المندثر، فماذا نضيف؟ ولا شك أن المسرح النثري طور نفسه سريعًا وبدأ ظهور المدارس المسرحية، في حين أن المسرح الشعرية لم يتطور بالقدر المطلوب، ولو استثنينا تحرير صلاح عبد الصبور المسرح الشعري من الوزن، واكتفائه بالتفعيلة، فإننا لن نجد أي تطور آخر ملموس في المسرح الشعري.
 
 
 
 
 
 
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى