أدب

عُدْنَا

عُدْنَا

حسام الدين صبري 

 

دَعِيني

أنْزعُ الفرحةِ المُكفنة

منْ هذهِ الأكفَانا

وأُعيدُكِ على العَرشِ

وأعودُ بكِ سُلطَانا

لِنَسهرُ في العمرِ ليلةً

والشَوقُ يرعَانا

نَسكَرُ مرةٍ مِن بعدَ صَومٍ

لِعَلَ الكأسِ لنا غُفرانا

واهدني مَاشِئتِ

أنا في حرمِ الجمالُ

مُنتَشياً كالزَهرِ

في غير أوانهِ نشوانا

آنَ للصَائمينَ أنْ

تَبتلَ عروقهم

من صامَ العُمر مِثلنا

وكانَ الدهرُ حرمانا

من أقَامَ الليل دُعاءً

لِيُلقِي بنَا المَوجُ والشَطُ

يَلقَانا

من اصطَلى في النهارِ

لفحةِ الحنين ومن مضَى

على نفسِ خُطانا

فَبرغم أوجاعنا وضياعنا

كثيرةً هيَ في الليلِ بقَايانا

كَم أماتَ الحُب قلوباً

وكَفنها الزمانُ

ونحنُ الحُبُ أحيانا

تَعالي تَعالي

نَسرقُ مَاتبقَى لنَا

فَاختلاس اللحظات

بينَ العُشاق ليس ذنبا

مَاالبرائةِ

إن كانَ الحُبُ خطَايانا

دعيني أطفِيءُ الحُزن

في عينَيكِ

وأوقدُ الشموعَ وأعيدُ

كلَ ماكانَا

لاتحزني على عمرُ مضى

ولاتقولي أنَ الحُلمَ هَانَ

لاعَليكِ غير

أنكِ تمنحيني الدفء

ليزداد الحُب حُبا ويزداد

الأمانُ أمانا

سأزرعُ في عينَيكِ الأزهار

وفي راحتيكِ سأجمعُ

العطر والألوانا

سأُعيدُ ليالٍ

اغتالتُها الأيام ورَقصت

على جُثث أحلامنا.وهوانا

لم ينل مِني الزمان بلْ

زادني عزمًا وازْددتُ

في حُبكِ يَقِيناً وإيمَانا

أنا لم أُوزعُ شيئا

مِن إرثَ الهوي على

الأيام بعد

وكيفَ أوزعُ شيئا يسري

في ضلوعِنا ودِمانا

عُدنا فَلتَكُن الَليلة عُمرا

لانَذكُر فيها ماعَذبنا

وما أبكانا

عُدنا فَامحِ ارتعَاشتي

واسقني شيئا منكِ إني

أتيتُ ظمأنا

لِنُغيرُ معاً لونُ الدنيا ونُنهي

أيامَ الويلِ والأحزانا

سنُعيد أغاني الطيورِ الهاربة

ونُبقي الحُب قِبلةً وعُنوانا

سنعودُ

نجوما في الليلِ الحزين

ونَرد ماسرقهُ الزمانَ

لاتحزني مما فعلتهُ

بنا الأيام خذلتنا كثيرا

والحُبُ بعدَ التَشرُدِ ولانا

فَابتَسمي الآن ياعُمري

وضَعي يديكِ في يدي

آنَ للبُكاءِ أن يرحل

ولن يعودُ بعد اليوم

لدُنيانا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى