أدب

امرأة بألف امرأة

امرأة بألف امرأة

حسام الدين صبري 

 

اعتدتُ دائما

أن أسبحَ ضد التيار

وأن لا أغلقَ الأبواب أمامَ النار

لا شيء يُفرضُ علي فللقرار

ألف خيار

وحينَ أحِب أفرضُ طقوسا

غير الطقُوس

وأزرعُ. أشجارا غير الأشجار

إن حلَ البردُ فصدري مِدفأةٌ

وجلدي ثوبٌ إن غزتِ الأمطار

كلُ الليالي أعرفُها وتعرفُني

أحمل الشموسَ في يدٍ

وفي الأخرى أحملُ الأقمار

الشعرُ بيتٌ

بيتٌ أكتُبهُ في تشرين لِتكتمِل

قصيدةٌ كانت في مُنتصفِ. آذار

أنا لا أُؤجرُ قلمي للنِساء

فقلمي كَقلبي ليس للإيجار

لا أكتُب إلا لامرأة

ذات سلطةٍ شرعية تفرضُ

على حسي وعلى قلمي حِصار

بينَ يديها ينزفُ القلبُ شعرا

ولأجلها تبوحُ بسرها الأزهار

تُقيمُ الليلَ في معبدي ترانيم

واعترافًا ودُعاءً وأذكار

لايعنيني من تكون

من أي نسلٍ فَالحُب ليس

بالنسبِ والإختيار

يعنيني أن تتوضأ بدمِ القلب

قبل أن تطوف بِكعبةِ الأشعار

مناسكُ عشقي

ليست لكلِ تائبةٍ هاربةٍ ضَالة

أنا أرضي للبقاءِ وليست للفَرار

الطوافُ بِجُزري فقط

لامرأة تُجيدُ فنَ الثلج والنار

امرأةُ تُراقصُ قلبي في الليلِ

بلا أوتار

تقتُلني عشقا بدمٍ باردٍ وتجعلني

أُحِبُ لحظاتِ الاحتضار

امرأة على يديها تتغير النجوم

وتنتهي اسطورةُ الأقمار

الضوءُ في عينيها مُتسعُ

وفي راحتَيها الكَونُ والمدار

لاتستهويني أشباهُ النساء

فالماءُ المالح لايُشبعُ

وإن جفت الأنهار

اليوم أعلن اعترافي

بغزو جزيرتي والطوافِ بأشعاري

وأبوحُ بكلِ الأسرار

وأشهدُ أمامَ الدنيا أنكِ

الأنثى الوحيدة التي ساقتني

للذبحِ في وضح النهار

وأنتِ أعظم السطورِ في دفاتري

وخيرُ ماأنجبت الأشعار

أدخلتيني مُدن الجنون واللا وعي

حتى نسيتُ اسمي واخترتُ

اسمًا مُستعار

واعتصرتُ فيكِ شكاً ويقينا

خيطًا رفيعًا بهِ سكوني وبهِ إعصار

بينَ لذةِ الخمرِ فيكِ واستفاقتي

ألافُ القصص تُحكى

وتُبنى وتُهدمُ ألافُ الأسوار

جعلتِ مني سفاحا وقديسا

ملاكا وشيطانا يزرعُ الأرضَ نار

بمزيجٍ من التوبةِ والعصيان أنا

مابينَ براءةِ الأطفالِ في عينيكِ

وذنوبِ عشقي والإصرار

سرقتُ لكِ من الشمس نورا

ومن حضن الموجِ سرقتُ لكِ

كنوزَ البحار

واحتلتُ على الربيعِ والورد لأهديكِ

ماتستحقيه من طرحِ الأشجار

وصاحبتُ الطيورَ لأتعلم شدو الحنين

فرأيتُ أنَ

الشدو بإسمكِ خالدا كنشيدِ الثوار

فلا الطيور ولا الشمس ولا البحرُ

ولا الأشجار

أتوني بشيء تستحقينهُ فما حيلةُ

القلبِ الذي اختار

عُذرا سيدتي

إن لم اعطكِ ماتستحقين

والتمسي لي عُذرًا من الأعذار

ربما يوما يخترعونَ

أشياءً جديدة أستخلص مِنها

مايُشبهك إن أهملتني الأقدار

يا امرأة

بألف امرأة اعترافي اليوم

ليس انهزاما

فالانهزام بالحب خيرُ انتصار

لملمي شتاتَ أيامي وزيديني

من الأخطار

وعلميني بينَ يديك كيفَ أكونُ

من ثلجٍ وشرار

وسافري بي بعيدا إني مللتُ الدارَ

وكُلُ وجوه الجوار

وزيديني حُباً وموتا واترُكي

على جلدي بصمات وتذكار

إنَ قتلي فيكِ مُحللُ والحرام

أن أبقى فقط حدَ الإنصهار

وزيديني ندما

على مامرَ من العمر قبلك ليتهُ

ليتهُ ماكانَ عمري

ياليتَها كانتْ بأيدينا الأعمار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى