أخبار عالمية

منظمات فلسطينية: الاحتلال والانقسام يعيقان عمل منظمات العمل الأهلي

 
باريس/مرثا عزيز
 
أكد ممثلو منظمات أهلية فلسطينية وحقوقيون وخبراء أن الاحتلال الإسرائيلي شكّل تهديدا وعائقا رئيسيا أمام العمل الأهلي الفلسطيني ومعرقلا لتقديم الخدمة للمواطنين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية من خلال جملة من الإجراءات والقوانين الجائرة.
 
جاء ذلك خلال المؤتمر السنوي الذي نظمته شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في قاعة مطعم سيدار في مدينة غزة عن حالة المجتمع المدني الفلسطيني عام 2022م تحت عنوان “رؤية للنهوض بواقع منظمات المجتمع المدني في فلسطين”بمشاركة واسعة من ممثلين عن منظمات أهلية فلسطينية تعمل في قطاعات مختلفة.
ودعا المشاركون إلى ضرورة تعزيز الجهود من أجل إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية ومعالجة تداعيات الانقسام على كافة المستويات إلى جانب تكريس الجهود لإعادة الاعتبار للقضية الوطنية الفلسطينية بصفتها قضية عادلة لشعب تحت الاحتلال.
 
وطالب المشاركون بتعزيز مفهوم الصمود المبني على الحقوق وتجسيد ذلك في رؤى منظمات المجتمع المدني وتوجهاته مع أهمية تعزيز الشراكة الحقيقية بين كافة الأطراف والقطاعات (منظمات العمل الأهلي والحكومي والمنظمات الدولية والقطاع الخاص) ضمن رؤية تستجيب لحقوق الشعب الفلسطيني.
 
وشدد المشاركون على ضرورة دعم جهود منظمات حقوق الإنسان في توثيق انتهاكات الاحتلال وتقديم ملفاتها إلى محكمة الجنايات الدولية مع التأكيد على رفض التمويل السياسي المشروط.
 
وطالبوا باحترام الحق في تشكيل الجمعيات ورفع القيود على عمل الجمعيات إلى جانب تعزيز دور المنظمات الأهلية ورفع القيود على عملها واحترام الحق في التجمع السلمي.
وقالت مريم زقوت عضو الهيئة التنسيقية لشبكة المنظمات الأهلية، إن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في ظل ظروف بالغة الصعوبة حيث يزداد تغوّل الاحتلال في إجرامه تجاه حقوق الشعب الفلسطيني.
وأشارت زقوت إلى أن منظمات المجتمع المدني لعبت ومازالت دوراً مهماً في مقاومة الاحتلال ونشر ثقافة المعرفة والوعي والديمقراطية والمشاركة المجتمعية وتقديم الخدمات.
وأكدت زقوت أن منظمات المجتمع المدني تبذل الكثير من الجهد من أجل الوصول للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، مؤكدة أن الحالة السياسية والاقتصادية المترهلة التي نمر بها نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة والانقسام السياسي والحصار والفقر في الموارد والإحباط أدى إلى غياب الديمقراطية وفقدان الشفافية وأنتج مردودات سلبية على الحريات وحقوق الإنسان.
ودعت زقوت منظمات المجتمع المدني إلى بذل المزيد من العمل لتعزيز صمود وثبات المجتمع الفلسطيني من أجل مواجهة كل المخاطر التي يتعرض لها.
وقالت إن الاحتلال يشكل عائقاً بارزاً في وجه تحقيق التنمية المستدامة حيث لا يمكن ذلك في ظل وجود الاحتلال الإسرائيلي وسيطرته على المعابر والحدود والموارد وأيضا حالة التبعية الاقتصادية للاحتلال لم توفر بيئة داعمة من أجل بناء مؤسسات الدولة وضعف الإرادة السياسية لدى صناع القرار لاحترام مبادئ حقوق الإنسان وإنهاء الانقسام وتجاهل دور الشباب والمرأة في الحياة السياسية.
ومن جانبه، تحدث جميل سرحان مدير الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في قطاع غزة عن أبرز القرارات التي اتخذتها السلطات الحاكمة في غزة والضفة والتي أثّرت على المجتمع المدني الفلسطيني.
وأورد سرحان بعض الأمثلة للانتهاكات التي حدثت في الضفة وغزة والتي حكمتها سياسة الفعل ورد الفعل، مؤكدا على حق الشعب الفلسطيني بالعيش بكرامة وفق مبدأ احترام سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان.
ودعا سرحان إلى إلغاء نظام الشركات غير الربحية باعتباره نظاماً سيئاً يفرض قيود على الشركات غير الربحية خاصة المؤسسات الحقوقية، مشدداً على ضرورة إلغاء الفحص الأمني لأعضاء مجالس الإدارات إضافة إلى إلغاء الرسوم التي تفرض على الجمعيات بعيداً عن القانون.
من جهته، تحدث راجي الصوراني مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان عن التحولات الإقليمية والدولية وأثرها على واقع وتوجهات منظمات المجتمع المدني مستعرضا التمييز الصارخ في تعامل المجتمع الدولي مع قضية النزاع بين روسيا وأوكرانيا والقضية الفلسطينية.
وقال الصوراني، إن كل الجرائم التي حددها القانون الدولي تم تشريعها من الاحتلال الإسرائيلي الذي يفلت من العقاب لافتا إلى أن أمريكا والدول المؤيدة لها فرضت 7 موجات من العقوبات الاقتصادية السياسية غير المسبوقة على روسيا في حين يفلت الاحتلال الإسرائيلي من أية عقوبات.
وقال إن مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني تؤكد أن الحقوق ليست موضع مساومة من أحد، وأن الحق في مقاومة الاحتلال حق وواجب على كل حر فلسطيني.
وتحدث الصوراني عن جهود منظمات حقوق الإنسان في كشف جرائم إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، متوقعا أن تكون الحكومة الإسرائيلية القادمة الأسوأ في تاريخ الاحتلال.
وقال: “لن نُحبط ولدينا قضية عادلة سنُناضل من أجلها ويجب العمل على إنهاء الانقسام وإعطاء المواطن الفلسطيني الحرية والكرامة”.
من ناحيته، تحدث محسن أبو رمضان مدير مركز الدكتور حيدر عبد الشافي للثقافة والتنمية عن الديمقراطية وحالة منظمات العمل الأهلي مستعرضا نشأة منظمات العمل الأهلي من مبادرات العمل الطوعي والتي كان لها دورا في تعزيز الطابع الشعبي للانتفاضة الشعبية الكبرى، مؤكدا أن منظمات العمل الأهلي أخذت طابعًا ممأسسًا ومهنيًا بعد تأسيس السلطة حيث أصبحت تعمل في قطاعات وتخصصات مختلفة.
وقال إن إدراك منظمات العمل الأهلي لطبيعة المرحلة التي تلت تشكيل السلطة وتداخل المهمات الوطنية مع المهمات البنائية دفع العديد من المنظمات باتجاه تقديم الخدمات الإغاثية والتنموية لصالح الفئات الاجتماعية الضعيفة والمهمشة، إضافة إلى الضغط لتبني قوانين وتشريعات عادلة ومنصفة لها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى