أسرةمقالات

مقومات السعادة الأسرية

كتب نصر سلامة

مقومات السعادة في الأسرة هي مجموعة من النصائح والقواعد التي تحدد معالم التعامل بين الزوجين لتحقيق السعادة والإستقرار الأسري.

هذه المقومات حددها عدد كبير من الحكماء علي مر العصور، ونذكر هنا مجموعة من النصائح قدمها أحد حكماء مصر القديمة الي ولده نعرضها كما جاءت من الحكيم آني وهو من أهل القرن السادس عشر قبل الميلاد .

أراد الحكيم الأديب آني أن يرشد ولده إلى مقومات السعادة في الأسرة، فقال له: “تخير زوجتك حين الصبا وأرشدها كيف تصبح إنسانة، وعساها تنجب لك طفلًا، فإنها إذا أنجبته لك وأنت شاب استطعت أن تربيه وتجعله رجلًا، وطوبى للرجل إذا أصبح كثير الأهل وأصبح يرتجى من أجل أبنائه”.

ثم قال له: “لا تقس على زوجتك في دارها إن أدركت صلاحها، ولا تسألها عن شيء أين موضعه إذا تخيرت له وضعه الملائم. افتح عينيك وأنت صامت تدرك فضائلها، وإن شئت أن تسعدها فأجعل يدك معها وعاونها. يجهل كثير من الناس كيف يمنع الإنسان أسباب الشقاق في داره، وقد لا يجد أحدهم مبررًا للنزاع فيعمل على خلقه، بينما يستطيع كل إنسان أن يوفر الإستقرار في داره إذا تحكم سريعًا في نزعات نفسه. ولكن احذر أن تمشي في طاعة أنثى، أو تسمح لها بأن تسيطر لها بأن تسيطر على رأيك”.

وكما أوصاه بزوجته أوصاه أكثر بأمه، قائلًا له: “ضاعف الخبز لأمك، واحملها إن استطعت كما حملتك، فطالما تحملت عبثك ولم تتركه على … ، ومنذ ولدت بعد أشهرك أسلمت ثدييها لفمك خلال ثلاث سنين، متحملة قاذوراتك دون أنفة قائلة: ما الذي أفعله. وحينما ألحقت بالمدرسة وعلمت الكتابة فيها ظلت تواظب دوني “على الذهاب إليك” يوميًّا بالخبز والشراب من دارها. فإذا شببت واتخذت زوجة واستقررت في دارك ضع نصب عينيك كيف ولدتك أمك وكيف كانت تربيتك كلها”.

وقال له وهو يعظه بألا يتجاوز حد القناعة في طعامه وشرابه: “لا تجبر نفسك على أن تشرب زق جعة، فإنك إذا شربته عجزت عن البيان وتكلمت لغوًا لا تدرك معناه، وإذا التمسك رجل ليسائلك وجدك ملقى على الأرض أشبه بطفل غرير”. ثم أراد أن يصرفه عن نهم الطعام إلى لذة الإحسان، فقال له “لا تأكل طعامًا وغيرك واقف دون أن تحث الخطى إليه وتمد يدك بالطعام إليه، ولسوف يعرف لك ذلك إلى أبد الآبدين”.

وقال يوصي ولده بصراحة الحديث: “إياك ألا تقاوم الالتواء في داخلية نفسك”. ثم دعاه إلى التبصر حين الخطاب وحين الجواب قائلًا: “إن جوف الإنسان أوسع من شونتي الغلال الملكيتين، يتسع لكل جواب، فتخير خير الحديث وتكلم صوابًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى