أدب

بين الكرى والوسن

بين الكرى والوسن

متولي بصل

 

 

أقمرَ الليلُ وشطَّ بيَ الهوى

والنوى قد زادَ نفسي ألَمَا

ليت أنَّا في صعيدٍ واحدٍ

وأراكِ حقيقةً لا حلما

كم جدارٍ بات يفصلُ بيننا

وحدودٍ قدَّروها الظَلَمة !

هذه الأسلاك تدمي حبنا

ليتها تُمْحَى وتُمسي عَدَمَا

نحن من كنا قديمًا أمة

في العلا والمجد كانت عَلَمَا

شعبنا قد كان شعبًا واحدًا

كيف أمسينا شعوبًا أمما ؟!

تنهشُ الأطماعُ فينا مثلما

تأكلُ الكفَّارَ نارُ الحطمة !

وأتى اليأسُ على أحلامنا

فبَرَى العزمَ وفتَّ الهِمَمَا

وعجيبٌ أننا نحيا على

مجدِ من صاروا رفاتًا رمما

نرفعُ الهامات فخرًا أننا

ذات يومٍ قد بنينا هرما

ونغالي في بطولاتٍ مضت

لم نكن فيها يدًا أو قدَمَا !

ونسينا أننا بين الورى

ما صنعنا ورقةً أو قلما

عندنا النيل ونشكو الظمأَ

عندنا مصر ونحيا خَدَما !

عندنا القرآن لكن بعضنا

سفهوا الفقها وعابوا العُلَمَا !

أيُّ عارٍ جرَّهُ الجهلُ علينا

واتّخذناهُ إلهًا صَنَما !

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى